بدأت مفاعيل عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية تؤتي ثمارها. المطلوب مراعاة القوات اللبنانية، لكن ليس على حساب المصلحة الانتخابية لتيار المستقبل. أين يمكن الالتقاء وفق هذه القاعدة؟ في البقاع الشمالي صار التحالف منجزاً. لا يزال الأمر قيد البحث في البقاع الغربي وزحلة. شبه المحسوم في الدائرتين الأخيرتين هو افتراق المستقبل عن التيار الحر.
وفيما كان يفترض أن يكون التيار الحر وحليفه إيلي الفرزلي قد حسما أمر انضمامهما إلى لائحة «8 آذار» في البقاع الغربي، إلا أن سجال الأمس بين وزراء التيار الحر وأمل، أعاد خلط الأوراق، خاصة أن مصادر الحركة كانت حريصة على تعميم أجواء تشير إلى أن الحديث عن اتفاق مع العونيين «يحتاج إلى تدقيق». لكن مع ذلك، لم تستبعد مصادر متابعة أن يساهم الاتفاق السياسي، إذا أنجز، في تخطي هذه الأزمة، كما جرى تخطي غيرها، علماً أن النقطة الإشكالية بالنسبة إلى «أمل» كانت في إعطاء «التيار» حق تسمية المرشحَين المسيحيَّين (الماروني والأرثوذكسي).
وبالنظر إلى الأجواء التي سادت قبيل الاشتباك المستجد بين وزراء «أمل» و«التيار»، فإن اللائحة التي يرأسها الوزير السابق عبد الرحيم مراد ستضم كلاً من الفرزلي عن المقعد الأرثوذوكسي، محمد نصر الله عن المقعد الشيعي، فيصل الداود عن المقعد الدرزي، والعضو المنتسب إلى «التيار» شربل مارون عن المقعد الماروني. وبذلك يكون المقعد السني الثاني هو الوحيد الذي لم يحسم بعد على اللائحة.
وتبدو بصمات حزب الله واضحة في تركيبة اللائحة، حيث ساهم الحزب في تفكيك الألغام التي كانت تعتري التحالف، ولا سيما العلاقة المتوترة بين «أمل» و«التيار» (قبل تجدد اشتباك الأمس) والعلاقة الفاترة بين مراد والفرزلي (التقيا قبل أيام على ما تؤكد مصادر الطرفين). لكن في النهاية، إن أكثر من ساهم في حسم التحالف، كان الفراق المستقبلي – العوني ورفض المستقبل – الاشتراكي أن يكون الفرزلي جزءاً من لائحتهما.
ومقابل الانفراج الحاصل على خط لائحة «8 آذار»، لم تتضح معالم لائحة «14 آذار» بعد. مرشح القوات عن المقعد الماروني إيلي لحود، يؤكد أنه ماضٍ في ترشّحه، من دون أن يحسم نضج التحالف مع المستقبل. هو يكتفي بإبداء الأمل بأن تخوض «14 آذار» المعركة متكاتفة، وذلك يحتاج عملياً إلى بلورة عدة تفاهمات على صعيد لبنان، كأن يتم الاتفاق على دعم القوات لتيار المستقبل في طرابلس بدلاً من أشرف ريفي... وإلى حين تبيان وجهة التحالف، سيكون المقعد الماروني في اللائحة من نصيب المستقبل. وبعد أن كان المرشح الياس مارون هو الأوفر حظاً لتبني ترشّحه إلى هذا المقعد، أعاد فتح قنوات التواصل بين التيار الأزرق والمرشح هنري شديد خلط الأوراق، مع ترجيح مصادر مستقبلية أن يكون شديد هو المرشح عن المقعد الماروني.
في المقابل، أبلغ تيار المستقبل المرشح غسان السكاف أنه سيكون مرشحه عن المقعد الأرثوذوكسي، منضماً بذلك إلى المرشحين الثابتين أمين وهبي عن المقعد الشيعي ووائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي. أما بالنسبة إلى المقعدين السنيين، فبالرغم مما تردد عن استبعاد النائب زياد القادري عن اللائحة، إلا أن مصادر مستقبلية وضعت هذا الأمر في إطار الشائعات. لكن مع ذلك، وإلى حين الإعلان رسمياً لترشيحات المستقبل، فإن المحسوبين على المستقبل قدموا ترشيحاتهم إلى وزارة الداخلية، آملين الفوز بترشيح المستقبل. أما أبرز المرشحين الطامحين إلى الحلول مكان النائبين القادري وجمال الجراح، فهم محمد القرعاوي وعلي الحاج ووسام شبلي.