غزة | تأثر قطاع التعليم في غزة بالظروف الاقتصادية ضمن الآثار الناجمة عن الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي اللذين خلّفا الكثير من الضرر على الغزيين. ورغم أن أهل القطاع الأعلى في نسبة التعليم على مستوى الفلسطينيين في الداخل والخارج، فإن نتائج العملية التعليمية تصل بهم إلى نهايات مقفلة وصادمة.
تبدأ معاناة مجال التعليم في غزة من مراحله الأولى التي تشهد اكتظاظاً كبيراً في عدد الطلاب داخل الفصول وقلة المدارس قياساً إلى عدد السكان، إذ تعمل 400 مدرسة بنظام فترتين يومياً (صباحية ومسائية)، ويجلس في الفصل الواحد نحو 50 طالباً. ولا تنتهي المعاناة إلى حدود الجامعات، إذ تمتد لتطاول متخرجيها الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، ويجدون أنفسهم مباشرة ضمن طابور البطالة المكتظ. وخلال العامين الماضيين تحديداً، لم يعد الحصول على الشهادة الجامعية، بل السفر إلى الخارج هو الحلم الذي يسيطر على الشباب.
وفق الإحصاءات، بلغ عدد المتخرجين في مؤسسات التعليم العالي للعام الماضي في محافظات غزة 21508. ووفق معطيات حصلت عليها «الأخبار» من وزارة العمل في غزة، بلغ عدد المتخرجين الذين لا يجدون عملاً أكثر من 10 آلاف سنوياً، فيما ارتفع العدد الإجمالي خلال الأشهر الأخيرة ليصل إلى ما يزيد على 150 ألف متخرِّج متعطلين عن العمل.
جراء ذلك، يلجأ المتخرجون إلى الأعمال التي لا تتناسب مع شهاداتهم العلمية، فمنهم من بات يبيع الشاي في الأماكن العامة، ومنهم من يعمل بائعاً للملابس في السوق، فيما أقام كثيرون «بسطات» لبيع الخضراوات.