ساهم إعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، القدس «عاصمة لإسرائيل» أمس، في تعديل قواعد الاشتباك التي وضعتها المقاومة الفلسطينية لنفسها سابقاً لجهة التعامل مع العدو في الضفة والقدس. تؤكد فصائل في المقاومة أنها ستفعّل خلاياها في الضفة والقدس والداخل المحتل عام ١٩٤٨ لتنفيذ عمليات إطلاق نار ضد العدو، بما يعيد الزخم إلى «انتفاضة القدس».
وفق المعلومات، رأى قادة في المقاومة أن العدو ساهم بنفسه في تعديل قواعد الاشتباك وذلك عندما أغلق المسجد الأقصى أمام المصلين بعد تنفيذ الشهداء الثلاثة، محمد أحمد جبارين (29 عاماً)، محمد حامد جبارين (19 عاماً) ومحمد أحمد جبارين (19 عاماً)، عملية إطلاق نار في المسجد وقتلوا شرطيين إسرائيليين في الصيف الماضي.
اليوم، بعد إعلان ترامب، قالت المصادر إنها تتوقع «تحرك الشبان الرافضين للقرار في الداخل المحتل عام ١٩٤٨، وتنفيذهم هجمات موجعة ضد أهداف العدو، خاصة لامتلاكهم القدرة على التحرك بحرية في الكيان الإسرائيلي». أما في الضفة والقدس، فتقول مصادر في الفصائل إن «المواجهات مع العدو ستزداد وتتكثف على نقاط التماس، كذلك ستشهد الضفة والقدس تفعيلاً للعمليات الفردية لجهة تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار». أما في غزة، فأكد أحد قادة المقاومة أن القطاع «سيشهد تظاهرات على الحدود مع الاحتلال».
وفور إعلان ترامب، شهدت مناطق الضفة مثل بيت لحم ورام الله ونابلس وأريحا مواجهات بين المعتصمين وجنود جيش العدو. ودعت الفصائل والقوى الإسلامية والوطنية إلى إضراب عام رفضاً للقرار الأميركي. وأصدرت وزارة التربية والتعليم العالي بياناً أعلنت فيه «الإضراب الشامل رفضاً للقرار الأميركي نحو مدينة القدس». ودعت الوزارة «موظفيها والمعلمين وطلبة المدارس الثانوية والجامعات والكليات المشاركة الحاشدة في المسيرات المقررة غداً (اليوم)». يذكر أن طلاب المدارس هم العمود الأساسي في المواجهات الأخيرة التي شهدتها الضفة خلال «انتفاضة القدس».
من جهة ثانية، حذر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، قبل خطاب ترامب، من مغبة القرار الأميركي، واصفاً إياه بأنه «مقامرة غير محسوبة، ولن يكون لها سقف بخصوص ردود الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية». وقال في تصريح لقناة «الجزيرة» القطرية إنه تحدث مع عباس في هذا الشأن، فيما شاطره الأخير «خطورة الموقف»، ناقلاً عن «أبو مازن» وعده أنه «إذا اتخذ ترامب قراره بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، فلن يكون بعد للإدارة الأميركية أي علاقة بعملية التسوية». وقال إنهما اتفقا على «احتجاج الجماهير الفلسطينية والتعبير عن غضبها وتمسكها بالقدس عاصمة لفلسطين».
من جهة ثانية، رأى نائب الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي في فلسطين»، زياد النخالة، أن إعلان ترامب القدس «عاصمة لإسرائيل» هو «إعلان حرب». وقال في حوار تلفزيوني أمس، إن «هذا اليوم (أمس) هو يوم حداد للأمة ويجب النهوض لمواجهة الاستكبار الأميركي». ورأى النخالة أن «قرار ترامب محطة فاصلة لنميز بين من هم مع فلسطين، ومن هم أعداء فلسطين، ومن هم مع القدس، ومن هم ليسوا مع القدس».
وتعقيباً على خطاب رئيس السلطة محمود عباس، أكد أن «الخطاب ليس بمستوى هذا العدوان الأميركي على شعبنا»، حاثاً السلطة على أن «لا تراهن على السياسة الأميركية في المنطقة لأنها لن تجني شيئاً في المستقبل»، مشيراً إلى أن «خطاب أبو مازن يوحي بأنه يراهن على خيارات أخرى وتعاطف دولي». وشدد على أنه «يجب أن تواجه الفصائل كافة هذا العدوان... أعتقد (أن) الشعب لديه الإرادة والقدس للدفاع عن فلسطين».