قرابة العاشرة صباحاً، انطلق صاروخ أرض جو من موقع للجيش السوري شرقي دمشق، مستهدفاً طائرات إسرائيلية تحلّق في سماء لبنان. بعد أكثر من ساعة، أغارت طائرات العدو على الموقع، مستهدفة راداره. الغارة وقعت، على الأرجح، من فوق الأراضي اللبنانية.
ففي حوزة العدو صواريخ يمكن طائراته أن تطلقها عن بُعد أكثر من 100 كلم عن الهدف. الحدث لم يأخذ أبعاده اللبنانية. ثمة اشتباك شديد الخطورة وقع في سماء لبنان، من دون أن يصدر أيّ بيان رسمي في بيروت. والأدهى من ذلك أن الناطق باسم جيش العدو اعتبر خرق طائراته للأجواء اللبنانية «مهمة اعتيادية».
من المبكر تحميل إطلاقِ صاروخٍ واحد نتائجَ كبرى. لكن العدو نفسه، وبعدما أدرك أن أيّ حرب مقبلة بينه وبين المقاومة ستشهد توحيد الجبهتين اللبنانية والسورية، يُدرك أيضاً مغزى الرسالة التي وجّهها إليه محور المقاومة صباح أمس: رغم اختلال ميزان الردع نتيجة الحرب على سوريا، ثمة من قرّر السعي، عملياً، إلى جعل السماء اللبنانية والسماء السورية مجال عمل واحد، في أيّ مواجهة مستقبلية بين محور المقاومة والعدو، بعدما أدّت حرب السنوات الست في سوريا ــ على ذمة وزير الأمن الإسرائيلي ــ إلى توحيد الجبهتين.