مثل ندبة على وجه رجل
مثل هذا الحائط المتصدع أمامي، حياتي
مثل ندبة على وجه رجل عائد من الحرب
أراها هذا الصباح… حياتي
بينما تلتهم الطرقات خطايا
وفرقة «يو تو» تُموج الهواء حولي:
«إنه يوم جميل»
أجل إنه يوم جميل يا حبيبي
حيث رمال الصحراء تتراءى حمراء
حيث تتراءى ايام حياتي
سراباً مائياً

ينعكس على الطريق المتصاعد نحو الجبال
بينما أقود بسرعة مائلة على الاسمنت المكوي بالشمس
وأغني «إنه يوم جمييييل»
وحين يتعبني الايقاع السريع
أكتم انفاسي... تماماً... بالضبط... مثلما علّمتني
تماماً بالضبط...
كي أخفف من تأثير الضغط الجبلي
لكنك لم تعلمني يا حبيبي
كيف أخفف ضغط الوقت والذكريات وتساؤلات الحنين؟
كيف اخفف من ضغط الاتجاهات
والصداقات المشوهة بالضحكات الصفراء؟
لكني لم أعلم نفسي
كيف اكتب لك قصيدة حب خالصة
وفي كل مرة تتحول فيها كلماتي إلى عصافير خضراء
تطير من بين أصابعي
كلما حاولت الامساك بها؟
دبيب النمل في دماء القصيدة، يربكني
ودماء القصيدة دمائي
هدير البحر في دمائي، يربكني
ودمي من دم الكلمات تشكل
حكايتنا شجرة بونسانيا ملتهبة الزهور
تهددها فأس عمياء
حكايتنا حائط متصدع...
ندبة على وجه رجل عائد من الحرب
حكايتنا أعيد كتابتها كل صباح
ولا تكتبني.

بينما يحترق العالم

هكذا بينما يحترق العالم في الخارج
تقترب من حزني بلمسة
تحمل عرج روحي بين كفيك
وتوقد لي مدفأة الليل
بكلمات صغيرة لا معنى لها...
هكذا بينما العاصفة الرملية في الخارج تطوقنا
نجلس في ظلال الغزل المكتوم
وعلى شفاهنا مذاق الرمل والوحدة
أفتت لك حكايات النهار
وتحدثني عن رحلتنا في نهر كيرلا
أسمي لك ملل الاشياء وثقلها
وتحدثني عن خفة الصيد والصمت
أتابع خطوط التجاعيد حول عينيك
وتحدثني عن خطتك للبقاء على قيد الحياة
عندما ينهار العالم...
أرتب كلماتك برفاهية عاشقة صغيرة
اكتشفت انها كبرت فجأة
ألاحق ساعاتنا القليلة معاً
بكسل قطة سوداء
تنام على أريكة من الكتب
وتلعب بفناجين القهوة الفارغة
قطة تقلب الفناجين ولا تقرأها
قطة تخمش الوقت بانتظار حبيبها
بينما العالم يحترق خارجاً...
تعال
لنخرج ونوقد الليل بخطواتنا
تعال
لنخرج ونوقد ضوء الصباح
لنفعل شيئاص
أي شيء...
بينما ينهار العالم من حولنا
لنفعل أي شيء... لنتمسك بما تبقى
في عيد الحب
أردت حصاناً ذا قرن واحد
اردت حصاناً مجنحاً
من القطيفة... من اللوز... أو من الكلمات
لا يهم
أريده لأنني الطفلة التي نسيت أن تكبر
أريده تماماً بالضبط
مثلما أريد اعادة ترتيب أوقاتنا معا
أريده مثلما أريد التشبث
بآخر أصيص زهر في شرفتنا
قبل أن ينهار العالم من حولنا
أريده مثلما أريدك بالضبط
وأنا ألتصق بظهرك في الفجر
هامسة بين حلمين، «أشعر بالبرد».


عطش

ابتسامتك يمامة
تطرق نافذتي عطشى، كل ظهيرة
ابتسامتك الخجلى،
أحب أن أراها بين الكلمات
أو وسط الحديث
أو في...
الكتب التي تنساب منها رائحة البلدان البعيدة
ابتسامتك يمامة شقية
كلما دللتُها بنظرة... حلقت عالياً في سماء المدينة
بجناحين من حنين وشوق
ابتسامتك فخ الكلمات التي لا تُقال
وشوق الكلمات أن تُقال.
* شاعرة تونسية