أنهت إسرائيل أمس اليوم الرابع من المناورة الفيلقية الكبرى، المقرر ان تستغرق 11 يوماً، في محاكاة لحرب شاملة في مواجهة حزب الله. مناورة، تؤكد اسرائيل انها مقررة مسبقاً، واستغرق الاعداد لها عاماً ونصف عام، وهي غير مرتبطة بأي تطورات اقليمية، في الساحتين اللبنانية والسورية.
مع ذلك، كان سقف التوظيف الإسرائيلي للمناورة، التي قررت مسبقاً انها ستنتهي بهزيمة حزب الله ورفعه الرايات البيضاء، عالياً جداً إلى حدّ المبالغة التي أثارت تشكيك ــ بل وسخرية ــ عدد كبير من المعلقين والمراسلين العسكريين في وسائل الاعلام العبرية.
صحيفة يديعوت أحرونوت أشارت في تقرير لكبير معلقيها العسكريين، أليكس فيشمان، إلى أنه عندما ينفخ الجيش الاسرائيلي عضلاته على الحدود الشمالية، ويتحدث عن هزيمة حزب الله، فعليه ان يعود بالذاكرة إلى عام 2006، من اجل موازنة الفجوة بين الخطاب المعلن والقدرة على التنفيذ. وحذّر من ان الجيش عليه ان يستعد للحروب، لكن العلامة الحقيقية والانجاز يتحددان حصراً في الحرب نفسها، وليس في المناورات، لأن الحرب هي وحدها الاختبار الحقيقي للقدرات.
مع ذلك، أنهى عناصر وحدة الرضوان للمهمات الخاصة في حزب الله، بحسب فرضيات المناورة، أمس، احتلالهم لعدد من المستوطنات في الجليل، فيما نجح الجيش الاسرائيلي، في المقابل، بسحب المستوطنين واخلاء المستوطنات. ويبدو بحسب فرضية المناورة المعلنة، أن احتلال حزب الله للمستوطنات سيستمر اياماً، يخوض خلالها لواء غولاني معارك طاحنة لاستردادها، على ان ينتهي ذلك بنجاح، مقرر مسبقاً، يتبعه توغل اسرائيلي لاحق في الاراضي اللبنانية.
وإضافة إلى استكمال توغل عناصر حزب الله في المستوطنات أمس، حاكت المناورة تواصل تساقط صليات الصواريخ على الجليل والشمال، وفحص الاستعداد الاسرائيلي لمعالجة تداعياتها، إذ دوّت صفارات الانذار في عدد من المستوطنات، في تزامن مع عمليات الاخلاء والانقاذ. وكما يبدو من فرضيات المناورة، دور الجيش الاسرائيلي في الايام الاولى من الحرب هو دفاعي وتلقّي نتائج هجمات حزب الله، ومحاولة التعامل مع نتائجها، فيما ينتقل لاحقاً إلى مرحلة الهجوم، بعد استرداد مفترض للمستوطنات.
ويشارك في المناورة الفيلقية، الاولى منذ 19 عاماً، 30 ألفاً من آمر سرية وما فوق، من دون استدعاء الجنود لمهمات قتالية، ما يعني ان المناورة «أركانية» بامتياز. ويشارك فيها كما هو معلن كل قطاعات وأسلحة الجيش الاسرائيلي النظامية، ومن بينها قواعد سلاح الجو وتشكيلاته وأسرابه، وكذلك سلاح البحرية ومختلف قطعه، مع التشديد على استدعاء افتراضي لوحدات المشاة والمدرّعات.