سيكون الأمر ثقيلاً على أعداء لبنان والمقاومة وسوريا. لكن الحقيقة أن انتصاراً كبيراً جداً قد تحقق أمس، بتحرير كامل الحدود اللبنانية ـــ السورية من أي وجود عسكري لعصابات الإرهاب التكفيري، بعد ست سنوات من المواجهات المتفرقة، وسقوط المئات من الضحايا، من مدنيين وعسكريين وأمنيين.
الانتصار حاسم وواضح، رغم ما أصابه من خدوش لجهة إعلان استشهاد العسكريين اللبنانيين الذين اختطفوا تحت أعين ممثلي التيار السياسي الحزين اليوم، أو حتى لجهة خروج عشرات المسلحين المتورطين في الدماء اللبنانية والسورية من دون محاكمة مناسبة، علماً بأن قرار عقد الصفقة مع المسلحين له فوائده الكبيرة، ليس أقلها ضمان إنجاز عملية التحرير من دون أي خسائر إضافية في صفوف الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة. ومنها، أيضاً، معالجة المشكلات العالقة التي تتعلق بمصير العسكريين المختطفين، وباستعادة المقاومة لأجساد شهداء سقطوا في معركة التحرير الثاني، علماً بأن المسلحين الذين يصرّون على الخروج الى الشرق السوري، لن يجدوا هناك الملاذ الآمن، بل هي أيام قليلة وتكون بندقية الجيش السوري، ومعها بندقية المقاومة، تطاردهم حتى التخلص منهم حيث وجدوا.
أيضاً، سيكون ثقيلاً على أعداء لبنان المقاومة وسوريا، من لبنانيين وعرب وغربيين، الاعتراف بحجم الانتصار الذي حصل، والذي سيجعل أبناء هذه البلاد يعيشون أعياد استقلال وطنية حقيقية، وهم لن يرحّبوا بتوجيه التحية الى من كان بأيديهم الأمر: عائلات الشهداء والجرحى، الرئيس ميشال عون ومعه الجيش اللبناني قيادة وجنوداً، الرئيس بشار الأسد ومعه الجيش العربي السوري قيادة وجنوداً، السيد حسن نصرالله ومعه المقاومة قيادة ومجاهدين، اللواء عباس إبراهيم ومعه الأمن العام ضباطاً وعناصر... لكل هؤلاء التحية والتقدير.