لم تكن الحافلات التي ستُقل مسلحي جبهة النصرة مع آلاف النازحين قد انطلقت من جرود عرسال أمس، حتى اقترب بضعة عناصر من «النصرة» من أحد الباصات المتوقفة ليُنزلوا السوري رعد حمّادي (الصورة) الملقب بـ«رعد العموري» ثم أعدموه رمياً بالرصاص، أمام المدنيين. أصرّ أبو مالك التلي على أن يختم احتلاله للأرض اللبنانية بدم يريقه، ولو كان دم مقاتل من تنظيمه.
تحدثت المعلومات الأولية عن أن سبب «إعدام» حمّادي أنه ينتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وقد حاول التسلل مع النازحين. لكن معلومات مضادة كشفت أنّ النصرة تتهم حمّادي بالتورط في قتل الشاب علاء القرقوز، شقيق القيادي في تنظيم القاعدة حمزة القرقوز الذي أوقفته دورية من الجيش اللبناني في عرسال عام 2011 (حينذاك، اختُطِف عناصر الجيش وجُرِّدوا من أسلحتهم ومُنعوا من توقيف القرقوز الذي كان موفد «القاعدة» بين لبنان وسوريا والعراق).
رعد هذا ابن بلدة القصير، كان يقاتل في صفوف كتيبة الفاروق قبل أن ينشق ليؤلف كتيبة بلال الحبشي. التقته «الأخبار» خلال جولة في جبال القلمون قبل سنوات، حيث أُجريت مقابلة مصوّرة معه، ليتبين أنه كان مكلَّفاً رميَ صليات الصواريخ باتجاه الأراضي اللبنانية، وتحديداً الهرمل. كذلك تورط حمّادي في اختطاف مصوّر لبناني من داخل بلدة عرسال، مهدداً بذبحه، قبل أن يقوم بتعذيبه في أحد مقارّه في الجرود. وكانت عائلته تقيم في مخيم أبو طاقية في عرسال، بحيث كان يتردد إلى البلدة ليبيت فيها أحياناً.