انطفأ جاك شاهين (1935 ــ 2017) أخيراً في تشارلستون. الأكاديمي والكاتب اللبناني الأميركي شكّل صوتاً ناقداً للتنميطات السهلة التي تتضمنها أفلام «ديزني»، ووسائل الإعلام الجماهيري ما بعد أحداث 11 أيلول، متصدياً للتمييز الإثني والديني العنصري الذي رسخه الإعلام الأميركي والغربي بكافة منابره على مدى عقود طويلة.
الرجل الذي ولد في بنسلفانيا لوالدين لبنانيين مهاجرين، وجد نفسه في بداية السبعينات مأخوذاً بقضية التنميط الإعلامي الأميركي للعرب والمسلمين والأفارقة واللاتينيين، والشعوب الآسيوية، بعدما نبهه طفلاه إلى «العرب الأشرار» في أحد أفلام الكارتون. منذ تلك الحادثة، ركّز شاهين على تفكيك صورة العربي والمسلم على الشاشات الغربية، عبر الدراسات والمقالات المرجعية والندوات واللقاءات والأفلام الوثائقية. لم يتعامل مع الميديا الأميركية ومنابرها، إلا كمصدّر دعائي للتعصب والكراهية ضد الآخر، لدوافع سياسية. نتيجة خرج بها بعد تحليل دقيق لـ 1000 فيلم هوليوودي أنتجت بين عامي 1896 و2000، تمكن من العثور فيها على 12 شخصية عربية ومسلمة مسالمة وإيجابية فقط. كتابه «العرب الأشرار.. كيف تشيطن هوليوود شعباً» Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies a People عام 2001 الذي تحول إلى وثائقي بالعنوان نفسه، خلص إلى مجموعة صفات ومظاهر تلصقها الأفلام، والمسلسلات وأفلام الكارتون بكل شخصية عربية أو مسلمة: إنّهم الشهوانيون والقتلة والأثراء والبدائيون... مولياً بذلك أهمية إلى الصراعات التاريخية السياسية التي أسهمت في تكثيف هذه الصور، منها الصراع العربي الإسرائيلي الذي ظهّر الفلسطينيين في الإعلام الغربي على أنّهم شعب همجي.