إلى «نيسان» في يومها العاشر

-1-

نهاركِ بدأ في العاشرة وخمسٍ وأربعين دقيقة
كلّ يومٍ تطلع الشمس في هذا التوقيت
وتعمّ رائحة الخبز المكان
غير معنيّةٍ بالضجيج المتراكم، تواصلين الصراخ
الجوع حين لا تُسعف اللغة في عمر اليوم
يتحدّث هكذا
رأسٌ صغيرٌ وأطرافٌ نحيلةٌ وجسدٌ لدن
تسعةٌ وأربعون سنتيمتراً وثلاثة كيلوغرامات
هكذا أتيتِ خفيفةً من كلّ ما قد تحملينه من عالمك الأوّل

سمعتُك تقولين:
لا أريد شيئاً –
مكتفيةً بذاتي
وبذاتي أعبر هذا الباب
سلاحي عدم قدرتي
أنا الصّارخة والمتثائبة والّلدنة
أملك الأحلام والهواجس والتنهّدات والمخاوف
أنا الضّئيلة
الآتية بهدوء عربات القرون الوسطى

-2-

وأذكر أنّك تذكرين
الشتاء الطويل
الكلام عن شكلك وجدل الاسم ولون العينين
الخوف من غرابٍ يأكل الأطفال في مدينتنا
وخطط تمويهك
كأن تصبحي دميةً مثلاً
أو جرواً صغيراً
أو قطّة
لكنّك لا تموئين
ولم تتعلّمي لعق أصابعك بعد
وعيونك لا تهدأ
حين يئسنا
قرّرنا أن تصبحي غراباً
لا فقاعاتٍ تعيشين فيها وتحملك إذاً
الحرب هي الحرب
وأنتِ هي أنتِ
ذكورة الاسمين واللقاء في السّنة الرابعة من عمرها
ستجعلها رفيقاً ومُعلّماً في آن
تدخلين لغة القطيع مثل الجميع
ومثل الجميع
تخافين

-3-

ليس بتقنيّة تقويمٍ أرسم أيّامك
أتخيّل فقط
لون الصوت
ثقة القدمين النّاقصة
الضّحكة الواثقة
أحلم بهم
أهجس
أتوجّس
أتوعّد الغيب في حال الخيبة
أُقلق أطبّاء وهميّين
أركل أطناناً من السهر
وألعن السّماء

-4-

في انتظار أن تقرئي هذه القصيدة أخبرك:
الأرنب أهمّ من السلحفاة
الصّرصار فعل ما يتقنه تماماً
الرّقص
الخير لا ينتصر دوماً
يكاد لا ينتصر أبداً
التدخين لا يضرّ المرضعات
اسألي أمّك
الساحرة في الحكاية ليست عجوزاً
ولا تحمل مكنسةً كما تظنّين
«نيسان أقسى الشهور»
كلامٌ فارغٌ تماماً
أنت
يومٌ كامل.
* شاعر سوري