غابت إسرائيل الرسمية عن الزلزال السعودي أمس، لكنها حضرت بقوة في وسائل إعلامها التي أفردت مساحات واسعة للحدث تحليلاً وتعليقاً. وبرز في هذا السياق ما نشره موقع صحيفة «هآرتس»، إذ رأى أن «تعيين محمد بن سلمان يُعد بشرى جيدة لإسرائيل والولايات المتحدة، نظراً إلى مواقفه الحاسمة ضد إيران، الأمر الذي يجعل منه شريكاً استراتيجياً مهماً».
ورأى محلل الشؤون الإقليمية في الصحيفة، تسفي بارئيل، أنّ هذه الشراكة تتعدى الصراع ضد إيران وتمتد إلى ملفات أخرى، مشيراً إلى أن رؤية ابن سلمان «تتطابق مع الإدارة الأميركية بشأن ضرورة لجم النفوذ الروسي في المنطقة وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد والعمل بعزم ضد داعش والمنظمات الراديكالية الأخرى، من الإخوان المسلمين إلى حزب الله».
وأعاد بارئيل التذكير بالتقارير العربية التي تحدثت خلال العامين الماضيين عن لقاءات جرت بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين «وبحسب هذه التقارير، حصل أحد هذه اللقاءات عام 2015 في إيلات، كذلك جرى لقاء آخر على هامش القمة العربية في الأردن في شهر آذار الماضي، فضلاً عن الحديث عن إجراء سلسلة من الاجتماعات المنتظمة بين ضباط سعوديين وإسرائيليين في إطار غرفة الحرب المشتركة التي تضم الأردن والسعودية والولايات المتحدة في إطار تنسيق الجهود ضد الميليشيات».
ورأى الكاتب أن لقاءات كهذه تتطلب تصديق محمد بن سلمان بصفته وزيراً للدفاع، «لكن ما ليس معلوماً حتى الآن هو إلى أي مدى يرغب ويقدر ابن سلمان دفع عملية السلام قدماً بين إسرائيل والفلسطينيين كجزء من خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهل سيكون بإمكانه إحداث انعطافة في منظومة العلاقات بين إسرائيل والسعودية». ورأى أن «تعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية كان مسألة وقت فقط. فهو أصلاً الزعيم الفعلي للمملكة، وهو الذي يقود كل سياستها الخارجية، وترجح التقديرات أنه بعد وقت غير قصير سيعتزل الملك سلمان المريض منصبه وينقل الملك إلى ابنه.
(الأخبار)