بعد زيارته السعودية، يحط رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب اليوم في إسرائيل. الحفاوة التي استقبلت بها الرياض الضيف الأميركي كانت مصدر استغراب في كيان العدو، وخصوصاً بعد توقيع المملكة اتفاقيات وصلت إلى 360 مليار دولار.
مصدر إسرائيلي علّق لموقع «المصدر» العبري على الحفاوة التي استقبلت بها السعودية ترامب بالقول «لا ننوي المشاركة في المنافسة بالقصور الذهبية»، لافتاً إلى أنّ «هذا ليس أسلوبنا». وعلى خلفية المزايدات الداخلية داخل معسكر اليمين، اضطر رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى إجبار وزراء حكومته على المشاركة في مراسم استقبال ترامب في مطار بن غوريون بعدما أعلن معظمهم عدم مشاركتهم بسبب شعورهم بالإهانة الناتجة من إجراءات الفحص الأمني. وخاطب نتنياهو وزراءه بالقول «سأبحث مع الرئيس ترامب السبل لتعزيز تحالفنا المتين مع الولايات المتحدة أكثر. سنعزّز العلاقات الأمنية التي تتعزز يوماً بعد يوم، وسنبحث أيضاً السبل لدفع السلام قدماً».

حماس: وصف ترامب الحركة بالإرهابية هو انحياز لإسرائيل

حتى الآن، تؤكد التقارير الإسرائيلية أنّ من المتوقع أن يزور ترامب متحف الهولوكوست «ياد فاشيم» الذي يُفترض أن يتوجّه إليه كل زعيم أجنبي أثناء زيارته إسرائيل. وفي هذ الإطار، تم إلغاء وجبة العشاء التي خطط لها وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، مع ابنة ترامب وصهره، ووزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون أيضاً، لعدم «سرقة الأضواء» عن وجبة العشاء التي سيشارك فيها ترامب ونتنياهو. ويفترض أن يلقي ترامب أيضاً خطاباً أمام الإسرائيليين في «متحف إسرائيل» في القدس.
وليس بعيداً عن زيارة ترامب، أجرى سلاحا الجو الإسرائيلي والأميركي، في الأسبوعين الماضيَين، مناورات في جنوب فلسطين المحتلة، وصفها ضابط إسرائيلي رفيع بأنها كانت «معقدة».
ومع أنّ الضابط رفض الكشف عن تفاصيل أخرى حول المناورة والتدريبات التي جرت خلالها، إلا أنه أوضح بأنه جرى خلالها مهاجمة «دولة عدوة»، عبر محاكاة حادثة حربية جوية. وتوجه إلى مراسلين إسرائيليين بالقول «أعتقد أنكم تعرفون جيداً ما يحدث من حولنا، مشدداً على المناطق التي نواجهها».
وامتداداً لسياسة الابتزاز التي تعتمدها، حاولت تل أبيب استغلال صفقات الأسلحة الضخمة التي تم الاتفاق عليها في السعودية، ورأى وزير الطاقة يوفال شطاينتس أن صفقة الأسلحة الأميركية ــ السعودية هذه تثير «قلقاً عميقاً». ويبلغ حجم الصفقة الحالية 110 مليارات دولار، فيما تقضي الاتفاقيات بتزويد الولايات المتحدة السعودية بأسلحة بقيمة 350 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وشدد على أن إجراء «صفقات أسلحة بمئات مليارات الدولارات هو أمر يجب أن نحصل على تفسيرات حوله». وأوضح خلفية هذا الموقف من خلال القول «علينا أن نهتم بالحفاظ على تفوق نوعي إسرائيلي. وآمل أن نحصل على أجوبة واضحة عن ذلك. وهذا أمر ينبغي أن يقلق راحتنا بكل تأكيد». وتطرّق شطاينتس إلى الاتصالات حول تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال إنه «طالما أن (الرئيس محمود عباس) أبو مازن غير قادر أو لا يريد وقف التحريض في جهاز التعليم الفلسطيني الذي يدعو إلى القضاء على إسرائيل، وطالما أنه غير قادر على الإيفاء بتعهده وتعهد (الرئيس الراحل ياسر) عرفات منذ 20 عاماًَ بأن تكون غزة منزوعة من الصواريخ والإرهاب، فإنني لا أرى أساساً حقيقياً لعملية سياسية».
في سياق آخر، قال القيادي في حركة «حماس» مشير المصري، إن وصف ترامب للحركة بأنها «إرهابية هو انحياز لإسرائيل على حساب الضحية الفلسطينية». وأشار إلى أنّ هذه التصريحات «دليل متجدد على أن الإدارة الأميركية وجه آخر للاحتلال الإسرائيلي».