بقيت المسودّة متروكة في الظل لسبعة عقود، إلى أن وجدها الطالب جين ــ كريستوف كلوتيير داخل أرشيف مكتبة «جامعة كولومبيا» عام 2009. هذه المصادفة أدت إلى اكتشاف رواية «ظريف بأسنان كبيرة» لكلود مكاي (1889 ــ 1948) التي صدرت قبل أسابيع عن «دار بنغوين»، كوثيقة محجوبة من «نهضة هارلم»، الشرارة الثقافية والفنية والأدبية السياسية التي أطلقها الأفارقة الأميركيون مطلع القرن العشرين.
تعيد الرواية إلينا تجربة الكاتب والشاعر الجمايكي الأميركي المتفرّدة، التي لم تكن سوى واحدة من حركة جماعية حرّرت الوعي الأفريقي الأميركي لهويته المهمّشة، مثل رالف إلسون، ولانغستون هيوز، ونيلا لارسن، ورودولف فيشر. شكّلت السياسة نبض أدب مكاي الشيوعي وأشعاره مثل قصيدته «إذا كان لا بدّ لنا أن نموت» التي حفظها آلاف السود بعد «الصيف الأحمر» في أميركا عام 1919. روايته المستعادة «ظريف بأسنان كبيرة» حول «العلاقة الغرامية بين الشيوعيين وخراف هارلم السوداء والفقيرة»، لا تبتعد عن هذه الأجواء السياسية التي كان مكاي جزءاً فاعلاً منها حين زار روسيا السوفياتية. عودة الرواية تبعث مجدداً فترة متوارية من التاريخ الأميركي، ومن تاريخ هارلم ونخبها الثقافية التي كانت تنظم الإحتجاجات والدعم لإثيوبيا في حربها مع الفاشية منتصف الثلاثينيات. بهجاء وسخرية سوداء، يكشف مكاي المكائد السياسية خلال حقبة الكساد، والعلاقة المتخبطة بين الشيوعيين والأفارقة الأميركيين، مظهّراً المخاوف، والقلق، والآمال والأحلام التي كانت تعصف بمصائرهم خلال تلك الحقبة الحساسة