تحت شعار «سينما المنفى»، يعرض المهرجان أعمالاً فلسطينية، قديمة، صوّرت في لبنان، من إنتاج منظمة التحرير الفلسطينية. تكتسب هذه الأعمال أكثر من طابع مهمّ. أولاً هي تخلّد بعض الأسماء كغسان كنفاني وروايته الجميلة «عائد إلى حيفا»، ومصطفى أبو علي، العين الفلسطينية الأولى التي وثقت يوميات المقاومة في لبنان.
ثانياً، هي تردنا إلى أيام المقاومة الفلسطينية في لبنان، هذه الحقبة شكلت جزءاً من هوية البلد وعاصمته لفترة معيّنة. ومن خلال هذه الأعمال، نتعرف إلى استراتيجية المنظمة الإعلامية التي موّلت العديد من المشاريع السينمائية والتسجيلية لإيصال صوتها وصورتها.
وأخيراً هي مهمّة، لأنها تسهم في توثيق الذاكرة السينمائية للبنان وفلسطين أيضاً. فسينما لبنان تلوّنت بأحداثه في كل مرحلة.
يعدّ مصطفى أبو علي (1940 - 2009) من مؤسسي وحدة السينما التابعة لقسم التصوير في «فتح» عام 1968، وجماعة السينما الفلسطينية في لبنان عام 1973، وترأس مؤسسة السينما الفلسطينية في لبنان بين عامي 1971 و1980. يستعيد «أيام بيروت» عمله التسجيلي «ليس لهم وجود» (1974 ـــ 18/3 ــ س:18:00 ـ سرسق) الذي يعرض رسائل من مخيم النبطية للاجئين الفلسطينيين، الذي لم يعد موجوداً. ويليه عرض «خارج الإطار ــ ثورة حتى النصر» لمهند يعقوبي. من روح هذه الحقبة، يعرض وثائقي «المنام» (18/3 ــ س: 17:00 ـ سرسق) للمخرج السوري محمد ملص الذي صوّر في بيروت بين 1980 و1981. وضمن البرنامج فيلم «عائد إلى حيفا» (16/3 ــ س: 19:30 ــ سرسق ــ الصورة) رواية غسان كنفاني الشهيرة التي نقلها العراقي قاسم حول إلى السينما عام 1981، بتمويل من منظمة التحرير. هو الفيلم الروائي الأول الذي تنتجه المنظمة، تم تصويره في لبنان، خلال الحرب الأهلية، بمشاركة الممثلين بول مطر وحنان الحاج علي والممثلة كريستين شورن من ألمانيا الشرقية.