لم يتحوّل بيت محمد الماغوط (1934 ــ 2006) في مسقط رأسه مدينة السَّلَميَّة السورية (ريف حماه) إلى متحف، كما كان يرغب محبو هذا الشاعر الرجيم. هناك صورة يتيمة له، وهو يقف أمام سور البيت بعد ترميمه. لا أحد يعلم ما هي محتويات البيت من الداخل، وما هو مصير أوراقه ومقتنياته ومخطوطات كتبه الأخيرة التي باتت في عهدة شقيقه الأكبر.
مترجمة فرنسية أنجزت ترجمة نصوص مختارة لصاحب «العصفور الأحدب» حاولت الاتصال بابنتيه كوريثتين وحيدتين للشاعر للحصول على موافقتهما، لكنّ أحداً لم يتمكّن من معرفة عنوانهما، فاضطرت إلى طيّ مشروعها مؤقتاً. عدا شذرات من كتاباته التي يستعين بها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي بقصد توصيف جحيم لم يشهده، لكنه تنبأ به باكراً، لن نجد ما يدل على حضوره، لولا مبادرة متأخرة قام بها مثقفو السلميّة بإطلاق اسمه على الساحة الرئيسية في المدينة، بموافقة رسمية من البلدية. يسعى هؤلاء إلى تكليف نحّات بإنجاز تمثال للشاعر يتوسط الساحة كنوع من ردّ دَين قديم ومؤجل لصاحب «غرفة بملايين الجدران»، الذي ما انفك يردّد اسمها إلى آخر يوم في حياته بوصفها معقلاً للقرامطة وللمتنبي وللوحل. مات الماغوط وهو يستمع إلى محمد صادق حديد أشهر عازف ربابة في تخوم البادية، كأنه أراد أن يغلق قوس حياته على عتابا المحزونين. في ذكراه الحادية عشرة التي ستحلّ في 3 نيسان (أبريل) المقبل، لا إشارة محليّة على استعادة طيف الشاعر. هذه المرّة، ستأتي المبادرة من مؤسسة «سلطان العويس» في دبي، التي سبق أن كرّمت «البدوي الأحمر» بجائزتها، إذ تقيم ندوة شاملة عن حياته وآثاره.