«منشورات الجمل» تصدر عملين جديدن له: سركون بولص... كيف ننهض بعد الطوفان؟
كتابا سركون بولص «سافرت ملاحقاً خيالاتي» (حوارات)، و«رقائم لروح الكون» (ترجمات شعريّة مختارة)، هما آخر ما صدر له عن «منشورات الجمل» عام 2016، بعد إصدارات في الشعر والترجمة فاقت الـ 18 كتاباً بالعربيّة والإنكليزيّة أيضاً.
يقدّم الكتاب الأوّل أهمّ الرؤى التي تبنّاها سركون في الكتابة والنظرة إلى الحداثة. يستمد الكتاب عنوانه من أحد اللقاءات الصحافيّة التي أجريت معه في باريس.
يطرح صاحب كتب «الحياة قرب الأكروبول» و«الأوّل والتالي» و«شاحذ السكاكين»، آراء ومواقف وتنظيرات، بنحو عفوي بعيد عن التكلّف، سمته الوضوح والتوصيف الحادّ للحياة والشعر معاً.
في الحوارات المطوّلة التي شهدتها مدن وعواصم مختلفة، ثمّة حبل سريّ واحد يربطها جميعاً، هي قناعة الشاعر بأنّ «الكون كلّه منفى» أو أن «العالم من حوله كرنفال للعيش» يريد أن يمرّ بما أمكنه من ألوانه ومتعه ومغامراته، انطلاقاً من ترحاله الدائم الذي منحه ثراء تفيض به نصوصه، مع وجود النبرة الخاصّة في الحديث عن الحال العراقية، باستعادة أحداث عايشها هو وكان شاهداً على حلول مأساويتها في بلده.

وفي «الرقائم»، نجد ترجمات لـ 130 شاعرة وشاعراً على مدار 600 صفحة. الجزء الأكبر من القصائد المترجمة ينشر للمرة الأولى، في حين أنّ الجزء الآخر منشور في صحف ومجلات ضمن محطات مختلفة من تجربته في الكتابة، من بين الذين ترجم لهم: أدغار آلان بو (1809- 1849)، وسيلفيا بلاث (1932- 1963) وعزرا باوند (1885- 1972).
أهمّ ميزة تسم شغله في «الرقائم»، هو تحدّيه لمصاعب الترجمة عن الإنكليزية لشعراء كتبوا نصوصهم الأصلية بلغات أخرى، مثل الألمانيّة والفرنسيّة والإسبانيّة والصينيّة، وعادت لتترجم إلى الإنكليزية ثانية، ليعمل عليها في مشغله الشخصي بروحية الشاعر الذي يعرف حساسية هذه المهمة الدقيقة والصعبة في آن واحد.
مختاراته في الترجمة جمع لأشكال من الشعر وحضور لمدن ولغات في الكتابة الشعرية، التي تحيلها ذائقة سركون إلى ولادات جديدة لتلك القصائد.