بعد ايام قليلة على تسجيله الصوتي الذي كشف فيه «فضائح» تنظيم «داعش» في القلمون وأعلن انشقاقه، ذبح مسلّحون من التنظيم «أبو الوليد المقدسي»، أول من امس، بالقرب من معبر وادي ميرا في جرود عرسال. «شرعي داعش»، الأردني الجنسية، خرج قبل ايام عن صمته وأسهب في الحديث عن «فساد إداري وعمليات سرقة ونهب وبدع، وسلب يرتكب باسم الدين، وبتورط من قيادات في التنظيم»، مشيراً إلى أن عناصر «داعش» في القلمون ليسوا سوى «مجموعة من قطاع الطرق واللصوص».
وتحدثت المعلومات عن أن المقدسي ذُبح بأمر من أمير التنظيم في القلمون العراقي محمد عبد الرحيم الحلي الدليمي المعروف بـ»أبو أيوب العراقي»، الذي عيّن حديثاً بعد انشقاق المقدسي، وهو «شقيق الموقوفة سجى الدليمي مطلقة أبو بكر البغدادي»، بحسب ما تؤكد مصادر لـ»الأخبار».
ويعيش «داعش» في القلمون، منذ أشهر، حالة من «الصراع الداخلي»، ويشهد انشقاقات متتالية رأت فيها المصادر «انهياراً في بنيته التنظيمية». وكان المقدسي قد قدم إلى جرود عرسال من الرقة السورية، قبل عام تقريباً، بهدف تنظيم أمور مسلحي «داعش» ومتابعة سعيهم وقتالهم للحصول على «المبايعة الكاملة» من سائر الفصائل المنتشرة في القلمون، وعرف عنه «تشدده وتكفيره» لمسلحي «جبهة النصرة ــــ الفرع السوري لتنظيم القاعدة» باعتبارهم مرتدين، وفي نهاية شباط الماضي، أقدم مسلحون من «داعش» ينتمون إلى مجموعة المقدسي على تصفية كل من أمير التنظيم في القلمون «أبو اسامة البانياسي»، المعروف أيضاً باسم «أبو عائشة البانياسي»، والمسؤول الأمني للتنظيم المدعو «أبو مجاهد البانياسي» مع اثنين من مجموعته، في جرود قارة (حليمة قارة). وعزت المصادر حينها سبب الاغتيال إلى «خلافات نشبت حول الطريقة التي يعتمدها البانياسي في قيادة التنظيم، لجهة عدم تمكنه من إلزام باقي فصائل وألوية المعارضة السورية المقاتلة في القلمون من مبايعة التنظيم وأميره أبو بكر البغدادي».