في الصغر، فضّل لؤي كاسب (22 عاماً) النقش في... البيض. منذ تسع سنوات، نحت على البيض أكثر من خمسين قطعة فنية حملته من مسقط رأسه في راشيا الوادي إلى الهند.عالمياً، انتشر النقش على البيض من خلال النيوزيلندي غاري لوماستر الذي نشأ في مزرعة كان والده يعمل فيها. من النحت على جذوع الشجر الصلبة، برع لوماستر في النحت على القشور الهشة. لكن كاسب لم ينشأ في مزرعة. مرت الفكرة ببساطة في خاطره. "حدقت ببيضة. فكرت أن أعطيها معنى أعمق وأفرغ على قشرها ما يختلج في نفسي".

عن آلية عمله، يوضح أنه يحدث ثقباً صغيراً في أعلى البيضة وأسفلها بشكل تقابلي لإفراغها من محتواها ثم يعرضها لأشعة الشمس حتى تجف وتصبح صلبة. تخصصه الجامعي في الكهرباء ساعده على التركيز وتطوير تقنياته. يتحسر لأنه لا يملك أدوات لتطبيق تلك التقنيات، بل لا يزال يعتمد على السكاكين والآلات اليدوية.
قبل قشر البيض، نحت كاسب على القرع والعظام وبذور الزيتون. احتاج محيطه وقتاً لكي يقدّر ما يقوم به وما يصرفه من وقت وجهد. "قيمة الأشياء بالنسبة للكثيرين بمردودها المادي" يقول. أما هو فلا يطمح لكسب المال. بهدوء، يتعايش مع فنه. لا يتخذه تجارة أو مصدراً للتكسب. "لم يعد هواية أحترفها بل أضحى جزءاً حياتياً أعيش فيه وأشعر براحة نفسية كبيرة عندما أنحت". معنوياً، لم يحظ فن كاسب بشهرة واسعة في لبنان، برغم أن معارض سنوية للنحت على قشر البيض تنظم في مدن عدة حول العالم. جمعية المحترفين اللبنانيين حملت مجموعة من منحوتاته وقدمتها في معرض خاص بهذا النوع من الفن أقيم في الهند. في جامعة جويا (ضهر الأحمر)، حيث درس، أقام معرضاً لمنحوتاته. القصة عنده ليست قصة بيضة. إنما "الهدف الأسمى أن أحفّز أقراني لاستغلال طاقاتهم وأوقاتهم في أشياء مفيدة، والأهم اكتشاف مكنونات ذواتهم".