طمأنت صورة الرنين المغناطيسي التي أجريت للسلحفاة «لاكي» في مستشفى حمود في صيدا، إلى أنها بدأت تتعافى من الضربات التي تلقتها على رأسها في حزيران الفائت من قبل الرواد على شاطئ الرميلة. محمد منذر، أحد عناصر الدفاع المدني في ميناء الجية (ساحل إقليم الخروب)، الذين يرعونها في مقر عملهم بالتنسيق مع جمعية (غرين إيريا) الدولية ونقابة الغواصين المحترفين في لبنان، أشار إلى أن «لاكي» تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تتمكن مجدداً من العودة إلى البحر. منذ إنقاذها إثر الحادثة، تتلقى الرعاية والتغذية في بركة ملئت بمياه البحر، بإشراف خبراء من وزارة الزراعة. بحسب منذر، تختبر «لاكي» بين الحين والآخر بقدرة احتمالها على الإبحار مجدداً. حتى الآن، لم تستطع الصمود تحت الماء سوى دقائق، ما استدعى إجراء الصورة لها لتفحص حال الرئتين والدماغ.
حتى ذلك الحين، سيتولى عناصر الدفاع المدني وغواصو النقابة تدريبها على الغطس والعودة إلى بيئتها الطبيعية. الكشف على «لاكي» كان سابقة في لبنان. تم في مستشفى غير مخصص لاستقبال الحيوانات والأطباء الذين أشرفوا على تصويرها وفحصها من طاقم المستشفى التي رفضت أن تتقاضلى بدلاً مادياً. أما عن الجاني الذي سحبها بقوة من البحر وأخذ يلهو بها ويلتقط معها «السيلفي»، فلم تبلغ وعود وزارة البيئة في ملاحقته ومحاسبته، إلى النهاية المنشودة.
الحياة التي كتبت لـ»لاكي»، خسرتها ثلاث سلاحف في أيام متتالية في أنحاء متفرقة من شاطئ صور خلال العواصف الأخيرة. ثلاث سلاحف من نوع Caretta caretta الضخمة الرأس المهددة بالانقراض، وجدت نافقة على الرمال.

تزامن نفوق السلاحف مع انتشار القناديل البحرية في غير موسمه

جمعية «الجنوبيون الخضر» التي ساهم عدد من أفرادها بالعثور على السلاحف اعتبرت أن ما حصل « كارثياً بسبب تعرض ذلك النوع للانقراض، ما يضع مسؤوليات إضافية على الحكومة والوزارات المختصة والبلديات لحماية الشواطئ والبحر وإقرار المخطط التوجيهي للساحل اللبناني الذي يوقف التعديات». مدير محمية شاطئ صور المهندس حسن حمزة لفت إلى أن الخبراء في المحمية أجروا كشفاً عليها لتبيان سبب نفوقها ما إذا كان بسبب ارتطامها بزورق أو ابتلاعها لأكياس البلاستيك أم تسممها بالزيوت التي تتسرب من البواخر والزوارق. تبين بحسب حمزة أنها «لم تمت بسبب أي من تلك الأسباب»، مرجحاً أن «تكون الأمواج العاتية قد جرفتها بقوة نحو الشاطئ الصخري، ما أدى إلى ارتطام رأسها». إلا أن تزامن نفوق السلاحف وانتشار القناديل البحرية على الشاطئ الجنوبي في غير موسمه، استنفر النشطاء. بالنسبة إلى انتشار القناديل، أوضح حمزة أنها تسير مع التيارات الدافئة التي تقودها إلى مناطق دافئة مثل شرقي المتوسط. تزامن الحادثتين «غير مرتبط بالتغير المناخي»، مطمئناً إلى عدم وجود خلل بيئي في الساحل الممتد من رأس صور حتى الناقورة البالغة مساحته 37 كيلومتراً. «معظمه محمي بدليل جذبه لخط الهجرة للسلاحف والقناديل والأسماك».