ثمانون عاماً مرت على رحيل أنطونيو غرامشي (١٨٩١ - ١٩٣٧)، المفكر الإيطالي الألمع في القرن العشرين. ومع أنّه أحد أشهر القادة الثوريين الماركسيين في العالم (ربما فاقه في الشهرة البوليفي الشهيد تشي غيفارا فقط)، إلا أنّه لم يحظ حقيقة بالاهتمام الذي يستحق في أوساط اليسار...
هو الذي كان أحد أهم قادته الأوروبيين في زمن صعود التجربة الشيوعيّة وعصر الثورات الروسية والألمانيّة والهنغاريّة والإيطاليّة. الجزء الرئيس من أعمال غرامشي المكتوبة ــ مذكرات وملاحظات دوّنها تحت رقابة دائمة أثناء سجنه الذي أودعه فيه موسوليني عام ١٩٢٧ وبقي فيه حتى قبل موته بقليل في نيسان (ابريل) ١٩٣٧ – بقيت في عهدة رفاقه في الحزب الشيوعي الإيطالي، ولم تنشر بشكل فعلي قبل عام ١٩٧٥، ولم تصل إلى القراء بالإنكليزيّة فعلاً إلا في الثمانينيات. وعلى الرّغم من الحصار اليميني الشامل الذي واجهته الأعمال الفكريّة الماركسيّة عموماً بتوجيه مباشر من المخابرات المركزيّة الأميركيّة بعد الحرب العالميّة الثانية، فإن أعمال غرامشي الفكريّة ــ من شدة أصالتها ـــ تحولت في برهة قصيرة منذ توقيت نشرها إلى موضوع للدراسة المعمقة من قبل عدد هائل من الأكاديميين عبر العالم، في مجالات الاجتماع والسياسة والفلسفة والأدب والتاريخ... حتى نقل عن إريك هوبسوم المؤرخ البريطاني المعروف قوله بأن «غرامشي أصبح منذ الثمانينيات أكثر مفكر إيطالي على الإطلاق يتم النقل عنه في الدراسات الأكاديميّة المحكّمة في الإنسانيات والاجتماعيات».

قصة استثنائيّة عاشها مع جوليا رفيقة نضاله وأم ولديه في حياته الملحميّة القصيرة


اكتسب الرّجل شعبيّة غير عاديّة أيضاً بين الأجيال الشابة في الغرب، مع أنّ وصفه بالماركسي والشيوعي كان يكفي في معظم الأحيان لإثارة الشكوك من حوله وفق الثقافة الأميركيّة السائدة في العالم الرأسمالي.
بالطبع، فإنّ سر نجوميّة غرامشي بين جمهور غير جمهوره يمكن البحث عنه أساساً في قوة ومتانة وأصالة الأفكار والتحليلات العميقة التي تركها في ٣٣ دفتراً نشرت بالإيطاليّة في الأربعينيات بعنوان «مذكرات السجن». قٓدّمت الأخيرة في مجموعها أول نظريّة متكاملة لفهم ديناميات الهيمنة في المجتمعات المعاصرة، ودور الثقافة (بفهومها الغرامشي المختلف عن معناها الكلاسيكي المحدود) في تكريس سيطرة البرجوازيّة على الطبقات الأخرى من دون مقاومة. لكن المطلع على تفاصيل سيرة القائد غرامشي، سيجد أنّ سحر حضوره الذي يستعصي على الغياب، يأتي في ثلاث حلقات مهمة تكمل مشروعه الفكري المستحق. أولى هذه الحلقات سيرته الشخصيّة التي أهلته كي يكون في غيابه أكبر من الحياة ذاتها، لا سيما موته الحزين الذي تسبّب فيه حصار جسده وروحه في سجون موسوليني، وثانيها الدّرس الأخلاقي الرفيع الذي قدمه كسياسي رفيع من خلال الانسجام المذهل بين مواقفه الفكريّة وسلوكيّاته على نسق ليس مألوفاً بين المتصدين للعمل العام سواء في السياسة أو الثقافة، وثالثها قصة الحبّ الاستثنائيّة التي عاشها مع جوليا رفيقة نضاله وأم ولديه، وأيضاً مع بقيّة النساء في حياته القصيرة الملحميّة.
سنعود إلى سيرة غرامشي الشخصية، وتفوقه الفلسفي الأخلاقي في مقالات قادمة، لكنّنا هنا أردنا أولاً استكشاف روح هذا القائد اللامع ومزاجه الإنساني كمدخل أوّل لفهم سيرته وأخلاقياته وأفكاره الهائلة وبالذات من خلال قراءة علاقاته بالنساء في حياته.
مصدرنا الأساس في فهم علاقات غرامشي بالنساء، هو تلك المجموعة الضخمة من الرسائل التي كتبها إلى أهله وأصدقائه ورفاقه في إيطاليا وخارجها وأيضاً لزوجته. غرامشي كتب ربما آلاف الرسائل ضاع معظمها، لكننا كنا محظوظين في أن بعض من أرسلت إليهم هذه الرسائل، احتفظوا بها وسمحوا بنشرها. هكذا تتوفر لدينا فعليّاً ٧٠٠ رسالة من تلك، منها ٢٠٠ تقريباً من مرحلة ما قبل السجن عندما كان طالباً حتى خريف ١٩٢٦ حين لاحقه بوليس الفاشيست، والباقي كتبه خلال فترة السجن، وقليل منها بعد الإفراج عنه في الأسابيع الأخيرة قبل رحيله المبكّر.
لكن قراءة غرامشي من خلال رسائله، أمر يجب أن تتم برويّة وحذر وأخذاً في الاعتبار أمرين هامين: أولهما أن كل رسائل السجن كانت تخضع للرقابة المسبقة قبل إرسالها، وهو أمر كان يعلم به غرامشي تماماً. وعليه، كان تعبيره عن مشاعره «علنيّاً» على نحو ما. الأمر الآخر أنّ غرامشي كان بطبعه رجلاً متحفظاً على العموم، وقليل التعبير عن مشاعره الذاتيّة حتى من قبل دخوله السجن، وكثيراً ما استعان بالرموز والصور والخرافات الإيسوبيّة المزاج لإيصال فكرته، وهو الذي كان أعلن أنه يحسّ بنفور من كتابة الرسائل لم يمكنه التحكم به يوماً!
من رسائله الأولى، كانت هناك خطابات قليلة إلى أمه وشقيقاته فيها عواطف وتأملات جميلة لكنها بخيلة في تعابيرها، قبل أن يطرق الحب بابه أثناء وجوده في موسكو عام ١٩٢٢ بتعرفه إلى جوليا ستشوتش، لنشهد بعدها نقلة نوعيّة وكميّة في الخطابات التي أرسلها من موسكو نفسها ولاحقاً من فيينا وبعدها من روما لغاية اعتقاله. في مرحلة السجن، وجه غرامشي معظم رسائله إلى تاتيانا شقيقة زوجته التي كانت صلته برفاقه في الحزب الشيوعي الإيطالي، بالإضافة إلى رسائله الأقل عدداً إلى زوجته، وولديه الاثنين، وأمه التي لم يبلغوه عن وفاتها إلا بعد مرور وقت طويل. وقد كانت هذه الرسائل الأساس الذي اعتمد عليه كاتبو سيرة غرامشي لفهم تحولاته الفكرية والعاطفيّة، لا سيما في سنواته الأخيرة.
يعتقد أنه كانت لغرامشي علاقة غراميّة حميمة قبل وقوعه في حب جوليا، زوجته، مع سيدة جميلة أيام إقامته في تورين. لا تتوافر في نصوص غرامشي كلها أي إشارة إلى تلك العلاقة، لكن رفاقه في الحزب أكدوها وذكر بعضهم اسماً محدداً هو أنديرا فيغلونغو. حتى عندما أعلن حبه لجوليا ولمّحت الأخيرة عند قبولها حبّه إلى علاقات لها سابقة قبل لقائهما، لم يبادلها أنطونيو ذلك الاعتراف مطلقاً.
كان الثنائي أنطونيو وجوليا قد التقيا في روسيا خلال صيف عام ١٩٢٢ عندما كان غرامشي موفداً عن الحزب الشيوعي الإيطالي لاجتماعات مؤتمر الأممية الثانية، وبرز فيه وقتها كأحد قيادات الشيوعيّة العالميّة. جاء غرامشي إلى موسكو مكتئباً يشكو من أوجاع ومشاكل صحيّة كثيرة. ولذا فقد أرسله الرفاق الروس للنقاهة في منتجع الغابة الفضيّة الشهير، حيث كانت شقيقة جوليا تتعافى من الإرهاق العصبي والجسدي. كانت الشقيقتان قد عاشتا في إيطاليا وتتكلمان الإيطاليّة، وهكذا كان اللقاء محتوماً، بداية مع تحفظ مشوب بتوتر خفي. وكرفاق نضال مشترك، فأول رسائله إليها بدأت برفيقتي العزيزة، لتتصاعد العواطف بعدها بسرعة نحو علاقة حميمة وكثيفة.
وبينما كان غرامشي في موسكو، كانت الأحداث تتطور في إيطاليا دراماتيكياً. زحف الفاشيست على روما، فأجّل غرامشي عودته لبعض الوقت، وبقي في روسيا وحضر وقتها مؤتمر الأممية الثالثة مع لينين ورفاقه ـ قيل إنّ غرامشي كان أفضل في فهم أفكار لينين من كل القادة الشيوعيين الأوروبيين -. ورغم قلقه الشديد في تلك المرحلة على مستقبل الثورة وانشغاله بمسؤولياته الحزبيّة، إلا أن قلبه أزهر بالغرام، وبدأت رسائله لجوليا تفيض بالمشاعر الدّفاقة إلى أن كتب أخيراً إعلاناً صريحاً بالحب. جوليا كانت حينها أصغر من غرامشي بخمس سنوات، فتاة ثوريّة وعازفة فيولون وابنة مناضل ثوري عريق نفي إلى أوروبا في ١٨٩٠، فكبرت بناته بين سويسرا وفرنسا وإيطاليا مثقفات ومناضلات، ولكنهن في ذات الوقت حساسات عاطفيّاً. يقول فرانشيسكو بووي في كتابه عن غرامشي أن تلك الحساسيّة العاطفيّة الفائقة هي بالذات ما جمعت بين قلبي العاشقين.
غادر غرامشي إلى فيينا مكلفاً من قبل الكومنترن، فأمضى فيها شهوراً خمسة، كانت رسائله منها لجوليا تبث أحزانه لفراقها، لكنها تكشف أيضاً عن نضج علاقتهما وثباتها وثقة غرامشي بها، حتى في الأمور السياسيّة. حاول غرامشي أن يتحايل على جوليا كي تلتحق به في فيينا بحجة العمل معاً على تقديم ترجمة إيطاليّة للبيان الشيوعي، لكنها لم تتمكن من ذلك، فاستمرت الرسائل بينهما وسيلة وحيدة للتواصل.
ويلاحظ في رسائل تلك المرحلة، شغف يكاد أن يكون مرضيّاً من قبل غرامشي في قراءة ما وراء نصوص رسائل جوليا المكتوبة بإيطاليّة واضحة ومباشرة. كان يحبّها بجنون، وبما أنه كان خبير لغات أصلاً من خلال اهتماماته ودراسته الجامعيّة الأساسيّة التي لم تكتمل، فقد تعرضت نصوص جوليا لتدقيق حازم بحثاً عن أي إشارات أو تحولات في حالة الحبيبة العاطفيّة من خلال كلماتها. وهو اعترف لها لاحقاً بأنه كان يعيد قراءة نصوصها المقتضبة مرات كثيرة، وكثيراً ما كتب لها شاكياً من أنه لا يفهم قصدها تماماً، ويسألها أن تكون شديدة الوضوح مهما كان الثمن.
انتخب غرامشي نائباً في البرلمان الإيطالي على قائمة الحزب الشيوعي، فعاد إلى إيطاليا وتولى بعدها منصب الأمين العام للحزب، وهذا كلّه عنى الاستحالة العمليّة لعودته إلى موسكو بسبب انشغالاته الواسعة، مع أنّ جوليا أنجبت وقتها ابنهما الأول وكانت تعاني في ما يبدو من ضغوط نفسيّة وجسديّة كبيرة. رسائله في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ إيطاليا، عكست تطلّب مسؤوليته الحزبيّة أن يمنح رفاقه القوة والقناعة الصلبة والمعنويات، وهو يذكر أن علاقته بجوليا هي التي كانت تمنحه تلك الطاقة لملء دوره النضالي.
زار غرامشي موسكو لفترة قصيرة في ١٩٢٥. كانت أيامه فيها مليئة بالفرح للقاء جوليا وابنهما الأول، ونعلم من رسائله أنّه خاض معها نقاشات جد ممتعة ـ وهما يتمشيان مع ابنهما في حدائق موسكو العامة - عن شكل التربيّة التي يريدها غرامشي لأولاده. وقد توافقا خلال تلك الفترة على أن تنتقل جوليا في وقت لاحق لتقيم معه في روما، لكنها لم تبق هناك كثيراً، وما لبثت أن عادت إلى بلادها، بينما كان الفاشيون قد عقدوا العزم على إيداع غرامشي السجن لمنع عقله الجبّار من العمل المستمر على حد تعبير المدعي العام الفاشستي وقتها. قُبض على غرامشي في نهاية ١٩٢٦، وصدر عليه حكم فادح بالسجن بعد شهرين من الاحتجاز، لتبدأ رحلته المأساويّة من سجن إلى سجن، ومن عيادة طبية إلى عيادة.
كانت فترة السجن محنة مريرة لغرامشي بمشاكله الصحيّة الكثيرة. لكنه ضرب مثلاً خالداً لكل مناضل عن معنى الصمود وصدق الموقف والمقاومة. لم يشك أبداً من متاعبه في السجن وكتب لأمه يقول: «أنا لا أتحدث أبداً عن الصعوبات التي أواجهها في حياتي، فأنا أولاً أرفض أن أكون موضوعاً للشفقة، لكن الأهم أنني كنت جندياً ربما سيئ الحظ في هذه المعركة، والجنود لا يجب أن يكونوا موضوعاً للشفقة، لأنهم لا يقاتلون اختياراً، بل هم يقاتلون لتأدية واجب لا بد منه». وهو رغم العناء الشديد، رفض بشدة أن يخط كتاب استرحام من عدة أسطر إلى موسوليني، كان يمكن أن ينقذ حياته. لكن هيهات، إنه غرامشي، الرجل المنسجم مع مواقفه السياسية حتى اللحظة الأخيرة.
تأثرت العلاقة الصعبة جغرافياً بين أنطونيو وجوليا في فترة السجن، ووصل التوتر مداه بينهما في ١٩٣٢ - ١٩٣٣، إذ بدأت أخبار جوليا تنقطع لأشهر كل مرّة، وفرضت العائلة حظراً عليها من السفر إلى إيطاليا خوفاً على سلامتها، ولم تنجح محاولات الرّفاق السوفيات الخجولة للتوسط رسميّاً أو حتى من خلال تبادل للمعتقلين بتحريره. كل ذلك زاد من الضغوط على العلاقة، إلى درجة أنّه لما فرضت عليه سلطات السجن تقليص عدد من يرسل لهم خطابات، سمى تاتيانا - شقيقة جوليا - لا جوليا. بالطبع تاتيانا كانت قد عادت وقتها إلى إيطاليا بغرض وحيد: أن تبقى صلة غرامشي بالعالم، فهي كانت ضابط اتصاله بالحزب وقياداته المنفيّة في موسكو وباريس، وأيضاً نقطة الربط مع عائلته الصغيرة.
استمر غرامشي في الكتابة لجوليا رغم مرارته الشديدة من قلة تجاوبها. لم يكن يعلم أنّ جوليا أصابها انهيار عصبي وإرهاق نفسي وجسدي بعدما دخل غرامشي سجن الفاشيست. وهي بسبب ذلك كانت تخضع للعلاج ولم ترد أن يحس الحبيب السجين الفائق الحساسيّة بما يمكن أن تشعر به هي من آلام من خلال كتابتها. انتهت الأمور بغرامشي إلى الاعتقاد بأن جوليا كانت تخفي عنه شيئاً ما، أو أنها كانت تحت ضغوط العائلة لتركه لمصيره. رافقت ذلك كله معارضته الشديدة ذات الوقت لتكتيكات الأممية الشيوعيّة في التعامل مع القوميّة الاجتماعيّة الفاشيّة، مما أدخله في خلافات عميقة مع رفاق الحزب. ولذا، فهو اتخذ قراراً مصيريّاً بالانفصال عن جوليا. وقد أبلغ تاتيانا بقراره هذا قائلاً لها إنّه لم يتوقف عن حب جوليا يوماً، وأنه يعلم أن قراره سيكون مؤلماً للطرفين. لكن ذلك قد يكون خياراً أفضل لجوليا بالذات «لأن الحيّ يجب أن لا يبقى ملتصقاً بالميت أو شبه الميّت»، ولأنها يمكن أن تبدأ حياتها من مكان آخر تماماً. لكن تاتيانا قاومت ذلك القرار، ولم تعلم جوليا به، ودخلت في جدالات حادة مع غرامشي أوصلته في أحيان كثيرة إلى حافة الغضب.
بدت سنة ١٩٣٤ من خلال الرسائل فترة شديدة الخطورة: غرامشي اختار الصمت، ولم يعد يكتب لجوليا، وجوليا كادت تجن خوفاً عليه. لكن تاتيانا استمرت في تجنب فتح أي حوار حقيقي بين العاشقين، مما أبقى على العلاقة قائمة ولو شكلياً. مُنح غرامشي لاحقاً نوعاً من عفو جزئي بناء على تدهور حالته الصحيّة، فقضى معظم الجزء الأخير من سنواته الأخيرة في عيادات طبيّة متعددة منهكاً ووحيداً، بعدما منعت العائلة جوليا من السفر إليه نهائياً.
غياب جوليا مزّق قلب غرامشي، فطلب أن ينتقل بعد الإفراج عنه إلى سردينيا، مسقط رأسه. كان يحسّ في ما يبدو بدنو الأجل. لكن رفيقه المخلص بييرو سرافا، قال إنّ غرامشي في آخر لقاء لهما في بدايات نيسان (أبريل) ١٩٣٧ طلب منه أن يحاول الحصول له على إذن للسفر إلى الاتحاد السوفياتي. وفعلاً، تقدم بطلب في هذا الخصوص إلى السلطات في ميلانو في ١٨ نيسان، لكن غرامشي فارق الحياة خلال أسبوع من دون أن يحظى بالفرصة الأخيرة ليلقى جوليا أو ليرى ولديه. لقد مضى أهم مفكري إيطاليا شهيداً: للثورة وللحب.