نحو 72 دولاراً أميركياً على كل طن نفايات، هو الفارق بين السعر الذي كانت تتقاضاه شركة "سوكلين" والسعر الذي فازت به شركة "الجهاد للتجارة والمُقاولات"، في المناقصة الأخيرة لتلزيم فرز النفايات ومعالجتها في مناطق بيروت وجبل لبنان (ما عدا جبيل). بحسب نتائج هذه المناقصة، التي أُعلنت يوم الجمعة الماضي، فإنّ السعر المُقدّم من قبل الشركة الفائزة أقلّ بأربعة أضعاف من السعر الذي كانت تتقاضاه "سوكلين". هذه المقارنة لا تهدف الى تبرير السعر الذي ستتقاضاه شركة "الجهاد للتجارة والمُقاولات" واعتباره عادلاً، بل تهدف الى إظهار حجم الأرباح غير المبررة التي كانت تجنيها شركة "سوكلين" على مدى عقدين من الزمن.بحسب مجلس الإنماء والإعمار، فإن معدل كميات النفايات اليومية المطلوب فرزها ومعالجتها التي تُنتجها مناطق بيروت وجبل لبنان، تقدّر بنحو 2600 طن، ما يعني أن الفارق بين السعرين يبلغ نحو 187 ألفاً و200 دولار أميركي يومياً. وباحتساب بسيط، يتبيّن أن سوكلين، على سبيل المثال، تقاضت على مدى أربع سنوات ماضية (وهي مُدة تلزيم الشركة الحالية وفقاً لخطة النفايات الحكومية) نحو 273 مليوناً و312 ألف دولار ربحاً إضافياً مُقارنة بما ستتقاضاه شركة "الجهاد للتجارة والمُقاولات" التي طلبت سعراً ينطوي على الربح الكبير حتماً.
مثلاً، ستتقاضى شركة "الجهاد للتجارة والمُقاولات" لقاء فرز الطن الواحد 15.05 دولاراً، فيما كانت تتقاضى "سوكلين" 29.45 دولاراً، بفارق يتجاوز 14 دولاراً. بالنسبة للـ compost (التسبيخ) فإن "سوكلين" كانت تتقاضى لقاء الطن الواحد 28 دولاراً، فيما سعر الشركة الجديدة مُحدّد بـ 9.05 دولارات. اللافت أن "سوكلين" كانت تتقاضى 38.51 دولاراً لقاء أعمال التوضيب والنقل الداخلي والكبس، فيما اعتبرت شركة "الجهاد للتجارة والمُقاولات" أن هذه "الخدمات" مشمولة في سعري الفرز والمعالجة. وتتقاضى"سوكلين" لقاء الأعمال المذكورة على الشكل الآتي: النقل الداخلي: 6.71 دولارات، الكبس: 17.6 دولاراً، التغليف: 14.2 دولاراً. وبذلك يُصبح مجموع سعر الفرز والمعالجة للطن الواحد الذي تقاضته "سوكلين" 95.96 دولاراً، فيما السعر الذي سيتقاضاه العرب يبلغ 24.10 دولاراً.