قبيل انطلاق كأس أوروبا بأيام معدودات خاضت ألمانيا بطلة العالم مباراتها الإستعدادية قبل الأخيرة للبطولة. كان الخصم حينها سلوفاكيا وانتهت المباراة بفوز الأخيرة 3-1. بالأمس كانت المواجهة مجدداً بين المنتخبين لكن هذه المرة في دور الـ 16 للـ "يورو" أما النتيجة فكانت 3-0 للألمان مع الرأفة حيث كان بإمكانها أن تنتهي بأربعة أو خمسة أهداف نظيفة حيث يكفي القول أن مسعود أوزيل أضاع ركلة جزاء في الدقيقة 13 عندما تصدى الحارس ماتوس كوزاتشيك لكرته، وهي الركلة الرابعة الضائعة من أصل 9 ركلات حتى الآن في البطولة.خسرت ألمانيا أمام سلوفاكيا ودياً وفازت عليها رسمياً بعدها بأيام. هكذا هم الألمان يجوهرون عند الإستحقاقات ويقدمون أنفسهم بزي البطل الذي يبدو المنافس أمامه وديعاً، كما كان الحال بالأمس بين المنتخبين حيث أقل ما يمكن قوله أن "المانشافت" التهم سلوفاكيا التي بدت لا حول ولا قوة لها.
اكتسحت ألمانيا سلوفاكيا بثلاثية وأهدرت ركلة جزاء والعديد من الفرص

بالأمس، قدّم لاعبو المدرب يواكيم لوف كل أنواع الكرة. كان التنويع سمة أدائهم بين الكرات القصيرة من العمق والعرضيات من الجناحين والإستحواذ الذي باتوا ملوكه في هذه البطولة. هو تماماً الإستحواذ الإيجابي حيث تدور الكرة بين أرجل اللاعبين قبل أن "تلدغ" المنافس في مقتل.
كما تميّز الألمان بلعبهم الجماعي المشهورين به والفردي وتحديداً عبر الموهوب جوليان دراكسلر الذي صال وجال وكان السبب وراء الهدف الثاني عندما مرّ ببراعة بحركة فنية على الجهة اليسرى ومرر الكرة لماريو غوميز الذي كان في المكان المناسب ليعكسها في الشباك من لمسة واحدة بعد أن وضع المدافع بذكاء في ظهره مسجلاً هدفه الثاني في هذه النسخة والخامس ككل ليعادل يورغن كلينسمان كأفضل هداف ألماني في تاريخ البطولة (43).
وبالحديث عن غوميز ودراكسلر فقد مثلت مشاركتهما إضافة قوية للهجوم الألماني بدلاً من ماريو غوتزه الذي بدا في دور المجموعات مرهقاً وبعيداً عن أجواء المنافسات ذلك مع قدرة الأول على التحضير لزملائه وخصوصاً في الكرات الهوائية وازعاج المدافعين والثاني في الإختراقات وحتى القدرة على التسجيل وهذا ما فعله بالهدف الثالث الجميل الذي سجله بنفسه من تسديدة "على الطاير" في الدقيقة 63.
ولا شك في أن التكتيك الذي اتبعه لوف بالضغط العالي كان له التأثير في الفوز حيث أربك السلوفاكيين ولم يدع لهم أي فرصة لالتقاط أنفاسهم وكان واضحاً منذ البداية أن الألمان مصممون على التسجيل المبكر لإخراج خصمهم من منطقته، حيث كان متوقعاً ان يلعب السلوفاكيون بكثافة عديدية في منطقتهم وهذا ما كان عندما شتت الدفاع الكرة من ركلة ركنية لتصل إلى جيروم بواتنغ الذي كان منطلقاً من الخلف فقابلها بتسديدة مباشرة استقرت في أقصى الزاوية اليمنى للمرمى السلوفاكي (8) مسجلاً هدفه الأول بقميص "المانشافت" علماً أن مشاركته كانت محل شك كبير نظراً لتعرضه للإصابة في المباراة أمام إيرلندا الشمالية.
باختصار قدّم الألمان أمس الكرة الأجمل والأكثر قوة على الصعيدين الدفاعي والهجومي منذ انطلاق "اليورو" كاشفين عن وجههم الحقيقي الذي لا شك في انه أدخل الخوف إلى قلوب بقية المنافسين على اللقب وفي مقدمهم الخصم المقبل في ربع النهائي بين الفائز من مباراة إسبانيا وإيطاليا.
- مثل ألمانيا: مانويل نوير، جوشوا كيميش وجيروم بواتنغ (بينيديكت هوفيديس، 71) وماتس هاملس وجوناس هكتور، طوني كروس وسامي خضيرة (باستيان شفاينشتايغر، 76) وتوماس مولر ومسعود اوزيل وجوليان دراكسلر (لوكاس بودولسكي، 72)، ماريو غوميز.
مثل سلوفاكيا: ماتوس كوزاتشيك، بيتر بيكاريك ومارتن سكرتل ويان دوريتشا ونوربرت غيومبر (كورنل سالاتا، 84)، باتريك هروسوفسكي وميلان سكرينيار وماريك هامسيك، يوراي كوتشكا وميكال دوريس (ستانيسلاف سيستاك، 64) وفلاديمير فايس (يان غريغوش، 46).
(الأخبار)