بغداد | بعد يوم حافل بالتقدم الميداني وتحرير مناطق مهمة في ضواحي الفلوجة وأطرافها، بدا اليوم الثاني من العمليات العسكرية لتحرير الفلوجة بطيئاً بعض الشيء، في وقت بدأت فيه تكهنات ومعلومات تُظهر، ساعة بعد أخرى، تغيّر المعادلة التي رسمتها القيادات الأمنية والعسكرية و«الحشد الشعبي»، وتشير إلى إمكانية تأخّر إكمال المهمة إلى أسابيع عدة.


وأسفر اليوم الأول من العمليات العسكرية، التي بدأت فجر الاثنين، عن تحرير منطقة الكرمة التي بقيت عصيّة على الجيش و«الحشد الشعبي»، طوال عام ونصف عام، تكبّدت في خلالها قوات الجيش و«الحشد» خسائر كبيرة. فقد تمكنت القوات المشتركة من اقتحام مركز المدينة (الكرمة) والسيطرة على المجلس البلدي فيها ومبنى القائممقامية ورفع العلم العراقي فوقها، كذلك أحرزت القوات المشتركة، وفي مقدمتها «الحشد الشعبي»، تقدماً كبيراً في أطراف الفلوجة وضواحيها.

وبحسب مصادر ميدانية، تحدثت لـ«الأخبار»، أحكمت القوات العراقية السيطرة على منطقة الشهابي الأولى والثانية والمخازن والصبيحات والبو جاسم والكبيشات واللهيب والأصيل والعبادي وجسر التفاحة، وهي جميعها قرى ومناطق تقع على أطراف الفلوجة.

وأكدت المصادر أن خسائر «داعش»، في خلال تلك العمليات، كانت جسيمة، حيث قتل ما يقرب من 200 عنصر وقيادي، في معارك تحرير الكرمة وحدها، بينهم الوالي والقائد العسكري للأنبار المدعو «أبو طارق العسكري»، فضلاً عن تدمير عدد كبير من الآليات التي استخدمها في خلال المعارك، بينها سيارات مفخخة جرى تدميرها قبل وصولها إلى أهدافها.

وبانتهاء اليوم الثاني من العمليات أمس، لم يجرِ الحديث عن اقتحام الفلوجة ومركز المدينة، في وقت علمت فيه «الأخبار» من مصدر ميداني أن عملية الاقتحام والتحرير ستكون بعد شهر رمضان (ينتهي أوائل تموز المقبل). وفي هذا السياق، أفاد مصدران ميدانيان «الأخبار» بأن العمليات الجارية تهدف إلى تطويق الفلوجة والسيطرة على جميع مناطقها، من محاورها المختلفة وتقطيع أوصالها.



اتفقت الكتل النيابية

على عقد جلسة برلمانية

الأحد المقبل



ونقل المصدران عن قيادات عسكرية، وأخرى في «الحشد الشعبي»، أن اقتحام الفلوجة قد يتأخر إلى ما بعد شهر رمضان، لتكون جميع الطرق والمناطق المحاذية لمركز المدينة سالكة ومؤمنة. المصدران أوضحا، أيضاً، أنه جرى الاتفاق على عدم مشاركة «الحشد الشعبي» في المعارك التي ستجري داخل مركز الفلوجة وإيكال المهمة إلى الشرطة المحلية وقوات مكافحة الإرهاب.

وبحسب المصدرين، سيتولى «الحشد» قيادة المعارك الجارية في أطراف وضواحي المدينة، شرط أن يأتمر بأوامر القيادات الأمنية والعسكرية. وأشار إلى أن الأميركيين هددوا بقصف قوات «الحشد الشعبي»، إذا وجدها تتقدم على قوات الجيش، في خلال المواجهات والمعارك.

في غضون ذلك، شرعت القوات الأمنية وقوات «الحشد الشعبي» ببناء تحصينات وسواتر في المناطق التي تمّ تحريرها في الفلوجة. القيادي في «الحشد» جمعة الجميلي قال لـ«الأخبار» إن القوات المشتركة بدأت ببناء سواتر وحواجز أمنية في كافة مناطق قضاء الكرمة، والقريبة من محاور مدينة الفلوجة، ونشر منظومة صواريخ متطورة، فضلاً عن نشر دبابات ومدافع وأسلحة متطورة. وأكد الجميلي أن «فرقة معالجة المتفجرات تقوم بعمليات رفع العبوات الناسفة والمتفجرات في المنازل والطرق الرئيسية والفرعية، لضمان عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الأمنية والقوات الساندة لها».

في موازاة ذلك، دعت منظمة حقوقية عراقية إلى إنقاذ أكثر من 50 امرأة إيزيدية محتجزات لدى «داعش» في الفلوجة. وقال مصدر في مرصد الحريات للمرأة المعنفة لـ«الأخبار»، إن هناك معلومات متوافرة تؤكد وجود أكثر من 50 امرأة إيزيدية نُقلن من مدينة الموصل إلى الفلوجة، مشيراً إلى وجود أطفال محتجزين، أيضاً، قرب مستشفى الفلوجة العام.

سياسياً، اتفقت الكتل النيابية عقب اجتماع عُقد في مبنى البرلمان، برئاسة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، على عقد جلسة برلمانية الأحد المقبل، فيما أبدى الجبوري مرونة بشأن قرار إقالته، مؤكداً إمكانية إعادة التصويت والقبول بما ستؤول إليه نتائج التصويت.

وذكر بيان صادر عن مكتب الجبوري، عقب الاجتماع، أن «موضوع إقالة هيئة رئاسة البرلمان قد جرى تجاوزه بعقد أكثر من جلسة برلمانية بنصاب جيد، وبإدارة الرئاسة الفعلية، ومع ذلك فإن رئاسة المجلس على استعداد لعقد جلسة خاصة لإعادة الموضوع، ووفق النظام الداخلي وبالنصاب المطلوب، ونؤكد تقبل نتائجها وما تؤول إليه».

وبشأن مصير التعديل الوزاري، أكدت رئاسة البرلمان أنها «ليست طرفاً فيه، وهو مرتبط برئيس مجلس الوزراء وقادة الكتل، وما يطرح في مشروع الإصلاح، ويمكن طرح كل هذه المواضيع تحت قبة البرلمان، ووفق السياقات القانونية والمجلس سيّد نفسه في قراراته».