لم تخالف نتائج الانتخابات في الجنوب التوقعات بفوز لوائح «التنمية والوفاء» (حزب الله وحركة أمل) رغم تحقيق خروقات في بعض البلديات. وفيما دخل التحالف الانتخابات و«في جيبه» أكثر من 50 مجلساً بلدياً فائزاً بالتزكية في محافظتي الجنوب والنبطية (عام 2010، فازت 59 بلدية بالتزكية)، إلا أن المشهد الانتخابي العام في قضاءي الزهراني (قرى صيدا) وصور، أظهر أن صوت الاعتراض بدأ يعلو ضد التحالف الثنائي، من دون أن يعني ذلك اعتراضاً على الخيارات السياسية بقدر ما هو تعبير عن الاستياء من آلية إدارة العملية الانتخابية ومعايير اختيار المرشحين، أو إثباتاً للوجود.

البعض في بلدات قضاء الزهراني، عرين حركة أمل، اقتصّوا ممّا اعتبروه ظلماً وتهميشاً لعائلات وكوادر حركية «كانت أولى ممن اختيروا». بلدية اللوبيا فازت بالتزكية بعد أن اضطرت اللجنة الانتخابية إلى استيعاب المرشح الوحيد موسى ملحم ضمن اللائحة بعد سحب مسؤولة في التنظيم النسائي في الحركة. إلا أن البلدات الأخرى أصرّت على «المنازلة». فرغم الجهود الحثيثة التي بذلها قياديّو الصف الأول في «أمل»، رفض الحركي كامل الحاج والمستقل عبد خليفة سحب ترشيحيهما لتفوز بلدية الصرفند بالتزكية. المنازلة الحركية الداخلية سجلت أيضاً في السكسكية والخرايب والبيسارية والزرارية. أما في قعقعية الصنوبر حيث انهزمت في 2010 لائحة الثنائي من قبل لائحة العائلات، فقد تكرر المشهد. رئيس البلدية قاسم صالح شكل لائحة مماثلة بعد طلب اللجنة الانتخابية في «أمل» منه أن يجلس جانباً.

صمدت لائحة البازورية

المدعومة من الشيوعي والمستقلين في وجه لائحة الثنائي




شائعات عدة رافقت

الإنتخابات فساد التوتر الأجواء


مدينة صور قدمت عرضاً خجولاً بالمقارنة مع بلداتها. فرغم وجود لائحتين (7 مرشحين ضمن «مواطنون ومواطنات في دولة» و4 ضمن لائحة المستقلين) ومرشح الحزب الشيوعي حسين الداموري وأربعة مرشحين منفردين، شهدت العملية الانتخابية هدوءاً بالغاً، ربما بسبب النتائج المحسومة سلفاً لمصلحة لائحة الثنائي الشيعي وبسبب إحجام آل الخليل، خصوم أمل، عن التدخل في الانتخابات ضدها. لكن رتابة الانتخابات البلدية عوضتها حماوة الانتخابات الاختيارية. المتحالفان في البلدية عادا خصمين كما كانا قبل توافق 2010. لوائح اختيارية لكل من حزب الله وأمل تنافست على مخاتير المدينة.

كل بلدة في القضاء كانت لها معركتها الخاصة. في طورا «كررت أمل خطيئتها كما في الدورة الماضية باستبعاد رئيس البلدية محمد دهيني، أبو جهاد»، كما يقول مناصروه في البلدة. قرار اللجنة الانتخابية باستبدال الحركي العتيق بآخر، جدّد الاعتراض المحلي على الحركة. «أبو جهاد»، مدعوماً من عائلات، شكل لائحة معارضة للائحة الرسمية، علماً بأنه استطاع هزيمة لائحة التوافق في الدورة الماضية. ومثله فعل رئيس البلدية السابق رياض زبد الذي رفض استبعاده من التشكيلة في بلدية المنصوري، فشكل لائحة معارضة. في بلدات أخرى، كانت المنازلة مع لوائح معارضة أو مستقلين. في البازورية التي وصفت بالمعركة الأكثر جدية، صمدت لائحة البازورية شبه المكتملة المدعومة من الشيوعي والمستقلين في وجه لائحة الثنائي. في القليلة، تصدّت عائلة أبو خليل الأكبر عدداً لإقصائها من قبل الثنائي وعدم رضاها عن التشكيلة التي اقترحتها. العائلة المحسوبة على الحزب القومي السوري الاجتماعي شكلت لائحة مع مستقلين وعائلات برئاسة محمود أبو خليل، فرضت حماوة، خشي الأهالي أن تؤدي إلى إشكالات. مثلها فعل ستة مرشحين في قانا، رفضوا سحب ترشيحهم لإعلان فوزها بالتزكية.

زبقين قدمت نموذجاً مختلفاً. قبل فوز جارتها رشكنانيه بالتزكية قبل ساعات من بدء الانتخاب، كانت البلدتان في المنطقة مثالاً لفشل الثنائي في تشكيل لائحة واحدة. زبقين «بقيت معندة». في المحصلة، شكل كل من الحزب وأمل لائحة خاصة به. لافتات لائحة الحزب «الوفاء لزبقين» رفعت شعارات تذكّر الأهالي بتضحيات المقاومة والشهداء. لائحة أمل «الوفاق والتنمية» ردّت بلافتات تقرن المقاومة والوفاء بالتنمية. شائعات عدة رافقت انتخابات أمس، فساد التوتر الأجواء. أما أسباب فشل التوافق فـ»اتفاق قيادتي الحزب وأمل على تقسيم محدد للمجلس البلدي، أعضاءً وموظفين، بينهما». تقسيم لم يعجب قاعدتي الفريقين في البلدة، فانتفضتا عليهما.