في صيف موسم 2009-2010 وضع نجم نادي كليفلاند كافالييرز ليبرون جيمس، ناديه في موقف بمنتهى الصعوبة، فارضاً عليه البحث عن نجمٍ جديد بعد إعلانه انضمامه إلى ميامي هيت. المهمة لم تكن سهلة، نظراً إلى أهمية لاعب كـ»الملك» في أي فريق يلعب له، وقد عانى النادي وجمهوره الأمرّين جراء هذا الأمر خلال موسم 2010-2011.
إلا أن صيف عام 2011، وبعد عامٍ واحد على مغادرة نجم كرة السلة الأول في العالم، استقدم كافالييرز لاعباً شاباً يبلغ من العمر 19 عاماً فقط، ويدعى كايري إيرفينغ.
وعلى الرغم من تفاؤل المراقبين الذين اعتبروه لاعباً موهوباً آنذاك، إلا أنه قبل بدء موسمه الأول، لم ينجح في الحصول على أي اهتمام إعلامي، ولم يجرؤ أحد على مقارنته بنظرائه من صانعي الألعاب الشبان المميزين في الـ»أن بي آي»، على غرار لاعب شيكاغو بولز ديريك روز، ولاعب واشنطن ويزاردز جون وول، مشيرين إلى أنه ليس جديراً بهذه المقارنة، لكن هؤلاء لم يحتاجوا لأكثر من موسمٍ واحد ليعترفوا بخطئهم وينصبّوه «نجم المستقبل».
إيرفينغ المولود في أوستراليا أثار دهشة كل من شاهده خلال عامه الأول مع ناديه، فأرقامه التي حصدها بفضل خفّة حركته ودقة تصويباته العالية بنسبة نجاحها، كانت لا تُصدق، حيث أنهى موسمه بمعدل بلغ 18 نقطة و5 تمريرات حاسمة في المباراة الواحدة، وهي أرقام عجز عن تسجيلها لاعبون كثر ممن يعدّون من النخبة.
هذه الأرقام الخيالية جعلته يفوز بسباق جائزة أفضل لاعب مبتدئ «روكي» عن موسم 2011-2012. كذلك شارك بمباراة «كل النجوم» (أول ستارز) الخاصة بالوافدين الجدد. في هذه الأثناء فشل كافالييرز في التأهل للأدوار الإقصائية للسنة الثانية على التوالي بعد مغادرة جيمس، لكن مستوى إيرفينغ المميز أعاد بعضاً من الأمل إلى جماهير النادي. أما موسمه الثاني فقد شهد تحسّناً إضافياً في مستواه، فرفع معدل نقاطه إلى 22.5 نقاط مقابل 6 تمريرات حاسمة في المباراة، إلا أن موسمه الثالث كان الأهم بالنسبة إليه، إذ على الرغم من فشل فريقه في التأهل إلى الأدوار الإقصائية مرة أخرى، لكنه في سن الـ 21 عاماً فقط، كان قد فرض نفسه بما لا يقبل الشك كأحد أفضل صانعي الالعاب في دوري العمالقة، ليتحوّل بذلك إلى عامل جذب لنجوم يرغبون في اللعب إلى جانبه، وهذا ما استثمرته إدارة ناديه إلى أبعد حدود، فنجحت في إعادة «الابن الضال» جيمس إلى أحضان النادي، واستقدام نجم نادي مينيسوتا تيمبروولفز، كيفن لوف، ليشكلا إلى جانب إيرفينغ ثلاثياً مرعباً لكل الخصوم.
الآن يشيد مراقبو الـ»أن بي آي» بموهبة إيرفينغ الرهيبة، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار صغر سنه؛ وها هو اليوم يحسب له الخصوم ألف حساب، ويقارَن بأبرز النجوم الكبار الموجودين، أمثال لاعب لوس أنجلوس لايكرز كوبي براينت، وأوكلاهوما سيتي ثاندر كيفن دورانت، بعدما شق من بينهم بسرعة طريقه نحو القمة كما يفعل دائماً وهو في طريقه الى السلة.