تبلغ مساحة صعدة 11.375 كيلومتراً مربعاً، وتقع إلى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء التي تبعد عنها حوالى 242 كلم. وبحسب آخر إحصاء أجري قبل نحو 20 عاماً، يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة تقريباً، يمثلون 3.5% من سكان اليمن. تُعدّ صعدة التي تضم 15 مديرية إحدى أفقر المحافظات اليمنية التي يعتمد سكانها على الزراعة كموردٍ أساسي عزّزته الحروب والحصارات السابقة. ورغم ذلك، تشهد صعدة اليوم العدوان السابع عليها، بعد حروبٍ ستّ خاضها النظام اليمني بدعمٍ سعودي ضد جماعة «أنصار الله»، الموجودة تاريخياً في المحافظة الشمالية، التي ظلّت مركزاً لدولة الإمامة في اليمن (898 ـ 1962)، حتى سقوطها وقيام الجمهورية اليمنية.
جغرافياً، تُعدّ صعدة نقطة وصلٍ بين اليمن وأراضي نجد والحجاز، وهي تقع مقابل محافظة نجران على الحدود. ويتخذ العدوان السعودي من هذا الواقع الجغرافي ومن الهجمات الأخيرة على مواقع داخل السعودية ذريعةً لتهديد المحافظة وأهاليها وقصفها بصورةٍ هستيرية، إلا أن العمليات العسكرية التي بدأت يوم 26 آذار الماضي، ركّزت بصورةٍ كبيرة على صعدة، أي قبل بدء عمليات توغل الجيش اليمني والقبائل في المناطق الحدودية السعودية، في وقتٍ تبيّن فيه الوقائع بالتسلسل الزمني للحرب، أن عمليات الجيش والقبائل جاءت للردّ على قصف المناطق اليمنية القريبة من الحدود، وخصوصاً الواقعة في صعدة، لا العكس.
وكانت «أنصار الله» التي تمثل صعدة مهد انطلاقتها، وتصوَّر إعلامياً على أنها معقلها (فيما أصبحت الجماعة موجودة على امتداد المحافظات اليمنية)، قد تمكنت عام 2009 من السيطرة على جبل الدخان في منطقة جازان داخل السعودية التي كانت تسمح للقوات اليمنية باستخدام أراضيها قاعدةً لعملياته ضد الجماعة. وكان نظام علي عبد الله صالح قد اعتقل عام 2004 القائد حسين الحوثي بتهمة إنشاء تنظيم مسلح داخل البلاد، فيما اتهم الجماعة بـ«السعي إلى إعادة الإمامة الزيدية وإسقاط الجمهورية اليمنية».
(الأخبار)