ماذا بقي من صاحب رباعية «نقد العقل العربي»، بعد مرور خمس سنوات على وفاته؟ يمكن أن نجيب ببساطة على هذا السؤال، فنقول بقيت آثاره في أصولها، وفي أشكال التفاعل التي ترتبت عنها في فكرنا المعاصر. ولعلنا لا نجانب الصواب إذا ما اعتبرنا أن بعض مواقفه وخياراته في الموقف من التراث، استعملت بعض معطياتها ونزعاتها ولا تزال تستعمل في سياق التحولات الجارية اليوم في المجتمعات العربية.ويمكن أن نقترب من موضوع السؤال أكثر، عندما نغير صيغته ليصبح كما يلي: كيف نفكر اليوم في المنجز النظري الذي ترك محمد عابد الجابري (1935-2010)؟ وكيف نتعامل مع خياراته الفكرية وأنماط حضوره السياسي بيننا في ضوء متغيرات الراهن العربي؟ وهنا بالذات، يحق لنا أن نتساءل: ألا تُماثل متغيرات الراهن العربي بكل ما تطرحه من إشكالات سياسية وثقافية، نفس القضايا والتحدِّيات التي واجهت الرجل في الثلث الأخير من القرن الماضي؟ التحديات التي أنجز في سياقها آثاره الكبرى المتمثلة في مشروعه في نقد العقل العربي، كما بلور اجتهاداته في الثقافة السياسية العربية، وذلك بانحيازه لخيار توطين الحداثة في مجتمعنا وثقافتنا، واقتناعه الراسخ بأن باب الولوج إلى قيم الحداثة ومجتمعها، لا يتم إلّا عن طريق نقد التقليد، أي نقد آليات اشتغال الفكر العربي.

إذا كان من حقنا أن نركِّب هذه الأسئلة لمناسبة ذكرى رحيله، فمن واجبنا قبل ذلك ألا ننسى أبداً، أننا نواجه مواقف وخيارات جهود باحث مفرد، جهود مفكرٍ، ذلك أن الجابري لم يكن في يوم من الأيام رجل دولة أو قائداً عسكرياً، لقد كان مجرد مثقف ملتزم خيارات سياسية محدَّدة.

مسار فكري متصل بمعارك محدَّدة

وقبل مباشرة التفكير في المُضمرات التي تقف وراء الأسئلة والتوضيحات التي وضعنا في هذا التمهيد، نشير إلى أن مشروعه في نقد العقل العربي أثار في حياته وما زال يثير إلى يومنا هذا ردود فعل متناقضة. ونحن نرى في ردود الفعل التي أثار مزايا عديدة، أهمها يتمثَّل في العناية الكبيرة بأعماله والحرص على توظيف بعض نتائجها وخلاصاتها، في مجال الصراع السياسي وفي بعض مستويات السجال الإيديولوجي داخل تيارات الفكر العربي المعاصر، الأمر الذي يضفي في نظرنا على أعماله، سمات تنقلها من الجهد الفردي والقناعة المُشَخْصَنَة، إلى جهد تحرص مؤسسات ومنظمات ثقافية عديدة على أن يكون عنواناً لمواقفها وخياراتها. ومقابل ذلك نجد مواقف أخرى عديدة، تتجه لإبراز الطابع التوفيقي المحافظ والمحدود لخياراته، وجهوده في الفلسفة وفي الموقف من التراث، حيث تتجه بعض هذه المواقف لإظهار أنماط المراوغة النظرية وصور التوظيف الإيديولوجي التي تحفل بها أعماله. وقد وجد بعض أصحاب هذا الموقف ضالتهم في مصنفاته الأخيرة، التي اعتنى فيها بالعودة إلى القرآن الكريم، فاعتبروا أن قراءته الأخيرة الصادرة في أجزاء في موضوع ترتيب آيات القرآن الكريم، تبرز المنحى التقليدي في مقاربته وفي النتائج التي توصل إليها.
نجد بجوار المواقف التي وضَّحنا في الفقرة السابقة. مواقف أخرى، ترى أن أغلب آثاره تُبْطِن عكس ما تظهر، وأن ظاهر مواقفه التوفيقية في موضوع الموقف من التراث، يتجه في العمق لإعداد المجال الثقافي العربي لتوطين الحداثة وقيم العقل والنقد. وفي هذا الإطار، حرص كثير من التيارات السلفية على مخاصمة أعماله، ووظف مواقعها الإلكترونية لإبراز الطابع المخاتل والمزدوج بل والمتناقض لهذه الأعمال. فأعمال الجابري في نظر هؤلاء، تمهِّد بطريقتها التوفيقية والمتدرجة لتوطين الحداثة والتحديث في ثقافتنا.

تبرز قوة مشروعه في نقد آليات عمل العقل العربي، وفي تعزيز جبهة الفكر النقدي في ثقافتنا وجبهة التحديث في مجتمعنا


تنبه الذين كانوا يحرصون على متابعة أعماله والعناية بها إلى معاركه الكبرى وإلى ثمارها في الفكر العربي المعاصر، من قبيل سجاله المهم مع الدكتور حسن حنفي في موضوع مشرق مغرب، على صفحات مجلة «اليوم السابع» في ثمانينيات القرن الماضي. كما انتبهوا إلى النقد الذي ركبه جورج طرابيشي وهو ينجز أربع مجلدات في نقد نقد العقل العربي. إلا أن معارك أخرى نشأت حول أعماله في المواقع الافتراضية، وتبنى أصحابها نقد أعماله من مواقع سلفية محدَّدة، فكيف ننظر اليوم إلى كل هذا وذاك، في ضوء المآلات، التي تحدد اليوم السمات الكبرى لواقع المجتمع والثقافة العربية؟
يبدو لي أنه يصعب علينا أن نجد الطريق المناسب لمساءلة آثاره مجدداً، من دون أن نكون على بيِّنة من مساره العام في الفكر وفي السياسة، وهما معاً يشكلان المجرى الذي احتضن مجموع منجزاته في العقود الأربعة الأخيرة من القرن الماضي.
سنصوّب نظرنا إذن نحو المسار الفكري للرجل وسياقاته، لنبرز أهم منجزاته ونقف على حدودها، ثم سنوضح في النهاية، ما نعتبره الأوجه القوية في مشروعه وفي صور وأشكال تفاعله مع المخاضات والتحديات التي واجهها.
يتسم المشروع الفكري لمحمد عابد الجابري أولاً، باقتناعه الراسخ بالوظيفة التاريخية للفكر والمفكر. ويتسم ثانياً، باهتمامه بإشكالات التحول السياسي في المغرب، وإشكالات مشروع النهوض القومي في أبعاده الثقافية والسياسية.
ينبغي إذن أن نقترب من أعماله في ضوء المقدمات الكبرى أعلاه، كما نفترض أن مساءلة أعماله في ضوء وإشكالات الحاضر يمكن أن تُبْنَى في ضوء المقدمات نفسها.

في مقدمات توسيع جبهة النقد في الفكر العربي

نتصور أن أهمية رباعية نقد العقل العربي لا تبرز في النتائج والخلاصات التي توقف عندها صاحبه، بل إن قوتها بالأمس أي في زمن تركيبها وبنائها، وقوتها اليوم، حيث تتواصل حاجة المجتمع العربي إلى العقلانية والنقد، تَتمثَّل في إعلائها الصريح من قيم النقد في الثقافة العربية. كما تتمثَّل في مواجهة صاحبها لفقهاء الظلام الذين يحتكرون المنتوج التراثي ويستعيدون معطياته بطرق تكرارية.
بذل الجابري في المصنفات الأربعة التي ركَّب بواسطتها معمار أطروحته في نقد العقل العربي، عملاً نظرياً تجاوز فيه القراءات التمجيدية للمنظومات التراثية. كما تجاوز فيه المواقف السلبية من التراث. وقد حاول توظيف نتائج وخلاصات قراءته في معارك الحاضر العربي، بالصورة التي تدعم في تصوُّره الاختيارات العقلانية والنقدية في فكرنا.
نختلف معه في النتائج التي وصل إليها، إلّا أن إشاعته لمطلب نقد الذات وتراثها، ساهم في تكسير أوثان عديدة هيمنت وما فتئت تهيمن على أنماط مقاربتنا لماضينا وحاضرنا. ومن هنا، فإننا نعتقد أن منجزاته حاورت زمن إنتاجها وتحاور اليوم مجموعة من التحديات الراهنة.
لا يندرج التفكير في التراث في أعمال الجابري ضمن خطة في البحث التاريخي الموضوعي؛ فهذه المقاربة، لا تُعتبَر في نظره أمراً ممكناً، إذ لا تمكن استعادة الماضي في الحاضر بمحتوى الماضي، والنص التراثي لا يَهبُ نفسه للجميع بالمعنى نفسه، ذلك أن الدلالة اللغوية التي يتمظهر بواسطتها الموروث الثقافي حَمَّالة أوجه، سواء في زمن النطق بها وكتابتها، أو في الأزمنة التي تليها.
تُعلن المقدِّمات المعتمدَة في مواقفه من التراث، ونقده لآليات عمل العقل العربي، أن وعياً نقدياً جديداً بالتراث يُعدّ أوّلية مُلازمة لكل انفصال تاريخي عنه. إن قراءة التراث هنا أشبه ما تكون بعملية حفر تبحث لمقومات الحداثة عن تاريخ آخر، عن سياق آخر مخالف لسياقها الغربي الأوروبي، لكنه يمتلك في نظر الباحث كل العناصر التي يمكن أن تحوِّله إلى جذر آخر لها.
بناء على ما سبق، تُصبح مفاهيم التدرُّج والمرحلية، وكل الاستعارات التي تركَّب في المواقف الأخرى من التراث، تصنع ما لا يُصنع مرة واحدة، أي إنها تصنع تحوُّلات مفاجئة وقطائع ممكنة، لكن مخزونات الذات التي لم تفتت ولم تذوَّب لتتلاشى بصورة متدرِّجة، تظل قابلة للتضخم وللتوظيف مجدَّداً، وأحياناً تظل قابلة للعودات المعاندة للطفرات والمواقف القسرية المصطنعة.

ماذا بقي من صاحب رباعية نقد العقل العربي؟

بيَّنا في الفقرات السابقة، ونحن نقترب من السؤال الذي مهَّدنا به لهذه المقالة لمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الجابري، أنه يصعب اختزال مشروعه وإظهار أهميته في الراهن العربي، وذلك أن أعماله لا تزال بدورها تسائلنا. لهذا اتجهنا بدلاً من ذلك إلى تأكيد ما نُعدُّه روحه الجامعة وعقله الناظم، أي استراتيجيته في الموقف من التراث، حيث يتعلق الأمر بالدعوة إلى الانفصال عن التراث، عن طريق الاتصال به، ذلك أن الجابري يرى استحالة الفصل دون وصل، فنحن لا نستطيع في نظره النهوض ولا التقدم، باستعارة النماذج واللغات والأزمنة التي تأسست خارج تاريخنا. وفي المقابل، فإننا لا نستطيع تطوير ذاتنا إلا بالانخراط في تاريخها الخاص، وإحداث شقوق داخلية فيه، بالصورة التي تمكِّنُنا من تجاوزه، بفعل مفعول الشقوق التي أنشأناها أثناء قراءته.
لم يكن الجابري يتردد بدوره في نقد من كانوا يرون أن مواقفه تتوخَّى بناء توافقات بمعايير سياسية، معتبراً أن أصحاب المواقف الجذرية من التراث المطالبين بالقطع مع الماضي، يمارسون نوعاً من الهروب إلى الأمام.
يُمكن أن نوضح هنا، أن مغامرة التأويل في أطروحة الجابري وفي موقفه من التراث مرتَّبة ومُعدَّة في المجال السياسي التاريخي، في مجال المعارك الإيديولوجية، لكنها تثير أسئلة متعددة في المستوى المعرفي، وفي المستوى الإيديولوجي أيضاً. إنها تثير اليوم كما أثارت زمن صدورها، تحفُّظات واستفهامات وخلافات، لكنها تمكِّن في الآن نفسه، وفي مستوى الصراع السياسي والثقافي الدائر في مجتمعنا، من تحقيق توازنات واستثمارات رمزية. وقد تشير إلى إمكانية إعادة بناء كثير من المُسلَّمات المعرفية والمنهجية، وذلك عندما يتم الاقتناع بها، وتصبح مُسلَّمة قابلة للاستعارة والنقل. كما يمكن أن يُعاد النظر فيها اليوم، في ضوء المتغيرات الجديدة الناشئة في مجتمعاتنا، ونحن نواجه تداعيات ما بعد انفجارات 2011.
يحضر في مشروع النقد الذي أنجزه الجابري كثير من الحسابات السياسية، كما تحضر حسابات توسيع دائرة المتنورين، وذلك باستعمال اللغة الشارحة والموجَّهة لأكبر قدر ممكن من الجمهور. ولعله كان على بيّنة من أن معركة التحديث تتطلب مواصلة الجهد النقدي وتنويعه، وهو الأمر الذي يفيد أن الرجل راهن طيلة حياته على المدى الزمني المتوسط والطويل.
ضمن الأفق الذي وضَّحنا في الفقرة السابقة، ينتقد الجابري المواقف الراديكالية من التراث ويعتبرها كما قلنا مواقف سهلة وبسيطة، كما ينتقد سَدَنَة التراث وحرّاسه، الذين يكتفون بحفظه وتقعيده، ثم حفظه ونظمه، ثم حفظه وذكره. وهو الأمر الذي يحوِّل الذهن إلى ذاكرة، والفهم إلى حفيظة، والمعرفة إلى طقس تذكُّر واستظهار. طقس يجعل الأقدمين ينطقون بلسان المتأخرين، والخلف نسخة من السلف، والأحياء ينطقون بلسان الأموات... فهؤلاء وأولئك في نظر الجابري يشتركون في خاصية الهروب، الهروب إلى الوراء، إلى لحظة دائرية مغلقة، أو الهروب إلى الأمام، حيث يمكن أن ينجح في نظره في هذا الخيار، الفرد المتفرد فيظل غريباً وسط جموع لا تستطيع مغادرة زمانها بالعمليات القيصرية وأدوات القطع الحادة، التي تترك في الذات أمارات لا تنمحي.
تكشف مكوِّنات الأثر الذي أنجز الجابري خلال مساره الفكري أنماط التواصل التي بنى، وهو يواجه إشكالات وتحدِّيات الواقع العربي كما تمظهرت وتطوَّرت في النصف الثاني من القرن العشرين. وعندما نعود إلى هذا الأثر اليوم، لنتساءل عن الأدوار التي يمكن أن يمارسها في إضاءة أسئلة الراهن العربي، فنحن نتجه لإبراز ما هو قوي في مصنفاته، يتعلق الأمر بالحس السياسي النهضوي، الذي شكَّل المنطلقات والمبادئ الجامعة لمختلف أعماله في البحث والكتابة.
كان الجابري في مختلف آثاره الفكرية والسياسية والتراثية، ينظر إلى الظواهر الفكرية من منظور سياسي، لم يشتغل يوماً بالبحث من أجل البحث الخالص، بل واجه مجالات البحث مصوِّباً نظره نحو النجاعة والمردودية التاريخية. ولهذا الأمر خاصمه البعض ودخلوا معه حسابات أكاديمية ضيقة، مغفلين مقدمات مواقفه المعلنة، ونحن نعتبر أن هذا البعد يشكِّل مصدر قوة أعماله سواء في نقده للعقل العربي، أو في دفاعه عن العقلانية النقدية أثناء مواجهته لإشكالات السياسة والتاريخ في مجتمعنا. وضمن هذا السياق، يمكن تفعيل وتطوير بعض نتائج أبحاثه لخدمة الأفق التاريخي الذي كان يتطلع إليه. لا يجب أن نغفل الإشارة هنا إلى أن كثيراً من المعطيات التي بنى في مشروعه لا تزال تمارس أشكالاً من التفاعل مع متغيرات الواقع، كما لا يجب أن نغفل أن القوة التي تحدثنا عنها في المقدمات الموجهة لخياراته، تعد في الآن نفسه ومن منظور آخر للفكر والتقدم، مصدر حصار لمقومات الإبداع والتقدم، وبعضها الآخر يمكن أن يتطلع إلى القطيعة والتجاوز بالتدرج الذي كان يفكر فيه الجابري.

عود على بدء

لا تزال التحديات والمعارك التي ركَّب الجابري مشروعه الفكري وخياراته السياسية والثقافية انطلاقاً من أسئلتها وفي تفاعل معها، نقول إنها لا تزال قائمة، هذا إذا لم يكن بإمكاننا أن نتحدث عن تراجعات جديدة في الراهن العربي، وذلك بفعل التداعيات التي تواصلت داخل المجتمعات العربية بعد انفجارات 2011.
نحن نعي جيداً أن إشكالات التاريخ الكبرى، من قبيل التأخر التاريخي العربي في مستواه السياسي والثقافي، لا يمكن رفعها وتخطي نتائجها في منازلة واحدة أو منازلتين، إنها تتطلب منازلات ومقاومات عديدة، كما تتطلب جهود أجيال من المفكرين، لنتمكن بعد ذلك من بناء بدائلها التاريخية المناسبة. وضمن هذا الإطار، نشير إلى الأدوار الكبرى التي أنجزها الفكر العربي النهضوي في مغالبة تحديات المرحلة الاستعمارية وما تلاها، وضمن الأفق نفسه، تُقْرأ المساهمة التي أنتج الجابري محاولاً إتمام صرح المشروع العربي النهضوي، المنفتح على الفكر التاريخي ومكاسب الثقافة المعاصرة، بالصورة التي تسعف في نظره بمزيد من خلخلة التقليد وزحزحته من مختلف مجالات الحياة في مجتمعنا.
تبرز قوة مشروع الجابري في نقده لآليات عمل العقل العربي، كما تبرز في تعزيزه لجبهة الفكر النقدي في ثقافتنا وجبهة التحديث في مجتمعنا، حيث انخرط في بناء مواقف وخيارات تروم تحرير مجتمعنا وثقافتنا، من كل ما هو نمطي وتكراري. نتبين ملامح هذه القوة في أشكال التفاعل التي واكبت مشروعه في فكرنا المعاصر، كما نتبينها في صور التوظيف الإيجابي والسلبي الذي أنتجته ولا تزال تنتجه هذه الأعمال، بصور وأشكال قد لا تستند مباشرة إلى أعماله إلا أنها تلتقي بها في ثقافتنا.
تستطيع أعماله مواصلة أشكال من التفاعل مع التحديات الجديدة التي تملأ الراهن العربي، وعندما يحصل ذلك نتصور أنه لن يتم بالأدوات التي استعمل الجابري في أعماله، بحكم أن المستجدات التاريخية والمنهجية المتواصلة، تتيح للباحثين اليوم آليات منهجية أمضى في تشخيص ونقد الفكر والواقع العربيين.

* كاتب ومفكر مغربي