* لسان أدورنو
كان يجلسُ في الغرفة الدافئة
أدورنو مع اللسان الجميل
وكان يلعب باللسان الجميل.

وهنا جاء قصّابون على الدرج
كان يصعدون بانتظام على السلالم
وكانوا يقتربون ويقتربون.

وأدورنو، أخرج مرآةً من جيبه
مدوّرة ونظيفة، وتأمّل فيها
اللسان الجميل.

لكن القصّابين لم يطرقوا على الباب
بل فتحوا بسكاكينهم
بابَ أدورنو ولم يطرقوا على الباب.

وكان أدورنو وقتها لوحده تماماً
كان مع لسانه لوحده تماماً
الورقة، كانت تنتظر الكلمة.

وعندما نزل القصابون على درجات السلّم
تاركين البيت، كانوا يحملون
معهم اللسان الجميل الى بيتهم.

وبعد برهة، عندما
قُطّع لسان أدورنو، جاء
لسان مبيّض يطالب باللسان الجميل.

لكن الوقت متأخر.

* أغنية أطفال

من يضحك هنا، فإنه قد ضحك؟
لقد ضُحك هنا بما فيه الكفاية
من يضحك هنا، يجلب الشك
بأنه يضحك لأسباب.

من يبكي هنا، فإنه بكى؟
لأنه لا يمكن أن يُبكى ثانية هنا
ومن يبكي هنا، فإنه يعني أيضاً
بأن ثمة أسباب للبكاء.

من يتكلّم هنا، يتكلم ويصمت؟
ومن يصمت، ستُقام علية دعوى
فمن يتكلّم هنا كان قد أخفى
أين تكمن أسبابه.

من يلعب هنا، يلعب بالرمل؟
ومن يلعب، يجب أن يقف الى الحائط
لأنه قد ضيّع خلال اللعب
بشكل تام يده التي احترقت.

من يموت هنا، إنه يموت؟
من يموت هنا، لم تعد حاجة له
من يموت هنا، بدون تلف
فإنه يموت بلا سبب.

* بان كيهوت

أقول دائماً، البولنديون موهوبون
بل إنهم موهوبون أكثر من اللازم، ولأي شيء
انهم موهوبون بالأيدي، يقبّلون بالفم
وموهوبون أيضاً بهذا: الحزن والفراسة
فقد أتى دون كيخوت، بولندي موهوب جداً
حيث وقف على مرتفع، في كيتنو
ووراءه حُمرة الغسق
وخفّض الرمح الموهوب، الرمح الأحمر ذا البياض
ولكنه يطارد حيوانات غير موهوبة
تحتاج الى مكائن
مباشرة الى عتمة الحقل وفي الجوانب.

فوقف بموهبة، وقبّلوا بلا موهبة
- لم أعد أعرف، هل كانوا أغناماً، طواحين، دبابات-
قبّلوا لبان كيهوت الأيديَ
فخجل، وأحمرّ بموهبة
تعوزني الكلمات – فالبولنديون موهبون.

* أنابل لي

«تحية الى ادغار آلان بو»

كانت تقطف أثناء موسم الكرز
أنابل لي.
أريد أن أنحني على الثمار الساقطة
ملقاة وقد تشممتها الحيوانات
ملقاة في البرسيم وقد لدغها الدبّور
أنابل لي
كنتُ أريد سابقاً ولم أرد
أن أمدّ الركبة وأن أنحني
أن لا أقطف الكرز
وأن لا أنحني أبداً
على الثمر الساقط وأنابل لي.

فتحت أثناء تقليبي صفحات الكتاب
على أنابل لي
فتحت للديكة معدتها
حيث كانت ثمة صورة، إنها هي
بين الحبوب وقطع الزجاج
نصف مهضومة، أنابل لي
كنت أريد سابقاً ولم أرد
أن أقطّع الحيوانات والكتب
لن أفتح الكتاب
ولن أسأل المعدة
عن صورة وعن أنابل لي.
(ترجمة: خالد المعالي)