بدا ثالث «ثلاثاء كبير» في الانتخابات التمهيدية الأميركية ثابتاً وحاسماً أكثر من سابقيه، خصوصاً بالنسبة إلى المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب. الأولى أكدت حصولها على ترشيح الحزب الديموقراطي بفوزها في أربع ولايات من خمسة، والثاني قطع شوطاً أكبر باتجاه حسم الترشيح لمصلحته، بتحقيقه فوزاً كاسحاً في الولايات الخمس، وتسجيله نقطة جديدة في سجل تخريب مساعي منافسيه ومعارضيه من الجمهوريين لصد اندفاعته، وذلك بإثبات ضعف التحالف الذي شكله ضده منافساه، سيناتور تكساس تيد كروز وحاكم أوهايو جون كاسيك.في المعسكر الديموقراطي، فازت كلينتون في ولايتي ماريلاند وبنسيلفانيا الكبيرتين وكونيتيكت وديلاوير، فيما تقدمها سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز في ولاية رود آيلاند الصغيرة. ويمكن القول إن كلينتون حققت تقدماً بات من شبه المستحيل على منافسها ساندرز التعويض عنه، إذ سيحتاج إلى الفوز بنحو 85 في المئة من المندوبين الباقين لتخطيها. وبحصولها على 2141 مندوباً (من ضمنهم المندوبون الكبار)، حتى الآن، باتت وزيرة الخارجية السابقة حائزة 90 في المئة من عدد المندوبين المطلوب، أي 2383 مندوباً، للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي. وما يعزز فكرة انتصارها أنها يمكنها أن تخسر كل الجولات الباقية في كافة الولايات، بفارق 20 نقطة، ولكنها ستبقى الحائزة لغالبية المندوبين المنتخبين.
تُعتبر انتخابات إنديانا من المحطات البارزة في السباق الرئاسي

أما في المعسكر الجمهوري، فقد احتكر ترامب الفوز في ماريلاند وبنسيلفانيا وديلاوير وكونيتيكت ورود آيلاند، متقدماً بشكل هائل على كروز وكاسيك، وتجاوزهما بنسبة 50 في المئة أو حتى 60 في المئة، في بعض الولايات. وما ساعده في تحصيل فوز الثلاثاء، كانت قواعد الحزب التي طالما اشتكى منها، والتي لعبت لمصلحته، بمساعدته على الحصول على عدد كبير من المندوبين المنتخبين.
إلا أن ترامب لم يضمن بعد النصر النهائي، كما كلينتون، فوفق الكاتب نايت كوهن في صحيفة «نيويورك تايمز»، يبقى رجل الأعمال الثري على بعد ولايتين من ضمان هذا الانتصار. ولإيضاح فكرته، أشار كوهن إلى أن ترامب لا يزال متصدراً نيّات التصويت في اثنتين من الولايات، هما نيوجرسي (في 7 حزيران/ 51 مندوباً) وويست فرجينيا (10 أيار/ 34 مندوباً). وفيما من المرجح أن لا يحوز عددَ المندوبين الذي يريده في ويست فرجينيا، إلا أنّ من المتوقع أن يربح 70 مندوباً، على الأقل، في الجولتين. كذلك من المتوقع أن يربح ترامب 40 مندوباً (أو حتى أكثر) في ثلاث ولايات يجري فيها احتساب عدد المندوبين على أساس النظام النسبي، وهي واشنطن وأوريغون ونيومكسيكو، حيث سيحصل على حصة لا بأس بها من المندوبين، إن ربح أو لم يربح.
أما المشكلة التي تبرز أمام ترامب، فهي في ولايتي إنديانا (حيث تجري الانتخابات، الثلاثاء المقبل/ 57 مندوباً)، وكاليفورنيا (في 7 حزيران/ 172 مندوباً) اللتين تعتبران من الولايات المهمة جداً لأنهما تمنحان المرشح الرابح كامل عدد المندوبين. الاستطلاعات أشارت إلى أن ترامب بدأ يكتسب تقدماً متواضعاً في الولايتين، بعدما كانت تظهره أكثر ضعفاً. وبحسب الاحتمالات، في حال فوزه في هاتين الولايتين سيحصل على ترشيح الحزب الجمهوري، أما إذا فاز في كاليفورنيا وخسر في إنديانا، فهذا يعني أن الأمر لن يُحسم قبل المؤتمر الحزبي في بنسلفانيا.
ومع اقتراب انتخابات انديانا، بدأت بعض الفرق المتنافسة العمل والتخطيط ضد بعضها الآخر. وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كاسيك وافق على سحب الإعلانات وإيقاف عمل حملته في إنديانا، كذلك تنحى جانباً بهدف منح كروز فرصة أفضل لتوحيد معارضي ترامب في الولاية. إلا أن فريق ترامب، بدوره، بدأ تكتيكه الخاص، وذلك بضخ الكثير من الأموال في وجه كروز. فقد ذكرت صحيفة «بوليتيكو» أن ترامب «فتح حقيبته وسخّرها للحرب الإعلامية، بإنفاقه أكثر من 900 ألف دولار على الإعلانات التلفزيونية والإذاعية». إضافة إلى ذلك، أخبر الخبير الاسراتيجي في حملته، بول مانافورت، بعض المسؤولين الجمهوريين أن «ترامب يسعى إلى مضاعفة عدد أفراد فريقه في الولاية».
وترجّح الاستطلاعات، أيضاً، خسارة ترامب في مونتانا وساوث داكوتا ونبراسكا، حيث يمكن المرشح أن يحصل على كامل عدد المندوبين في حال فوزه، إلا أن عدد المندوبين في هذه الولايات لا يزال قليلاً بالنسبة إلى غيرها.
(الأخبار)



قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب إن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون «لما كانت قد حصلت على 5 في المئة من الأصوات لو كانت رجلاً».
وردت كلينتون بقولها إنْ كان النضال من أجل المرأة يُعدّ لعباً على «بطاقة المرأة»، فإنها ستستمر في ذلك.
(الأخبار)