هل أنت ديفيد بيكام الإسباني؟ في يوم من الأيام، طُرح هذا السؤال على النجم شابي ألونسو، لاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني، فما كان منه إلا أن أجاب: «كل منا له أسلوبه الخاص».قد يخال المرء، بالتأكيد هنا، أن السؤال والجواب هما عن أسلوب لعب النجمين الإنكليزي والإسباني، لكنهما، في الواقع، بعيدان جداً عن عالم الكرة، ويتعلقان بمجال آخر وهو عالم الأزياء بعد قيام ألونسو بالترويج لشركة «إيميديو توتشي» للملابس، التي وقّع معها عقداً ليصبح وجهها الإعلاني وسفيرها في العالم، حيث وُضع في موضع مقارنة مع بيكام «ملك» هذا المجال منذ اشتهاره في عالم اللعبة، قبل أن يدخل النجم البرتغالي الحالي، كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد الإسباني، منافساً له.

إذاً ما بين نجوم الرياضة وعالم عروض الأزياء وماركات الثياب علاقة وثيقة، عرفت «مجدها» مع بيكام، الذي يعد أكثر الرياضيين ضلوعاً وخبرة في هذا العالم، نظراً إلى مؤهلاته العالية من حيث الوسامة والقوام الرياضي الرشيق والكاريزما، قبل أن يسير العديد من النجوم على خطى النجم الإنكليزي. فأن تكون نجم كرة موهوبا، وتمتلك مواصفات بيكام، فهذا يعني أنك ستتحول إلى فريسة لشركات الملابس الرائدة. هنا المصلحة المشتركة، وكلمة خسارة لا مكان لها، فالنجوم يسلكون هذا الطريق نظراً للأرباح المالية الوفيرة التي يجنونها من العقود التي يبرمونها مع الشركات العالمية، للترويج لملبوساتها، أما هذه الأخيرة، فتستفيد من شهرة ونجومية الرياضيين لزيادة المبيعات، إذ يكفي هنا أن نجماً كرونالدو يرتدي هذا القميص أو ذاك البنطال حتى يصطف الشبان في متاجر الشركة لابتياع ما يرتديه نجمهم المفضّل.
ما هو مطلوب من النجم سهل جداً هنا، إذ يجدر به فقط أن يرتدي ملابس هذه الشركة، «السينييه» طبعاً، وأن يظهر فيها في إعلان ترويجي مصوّر وعلى أغلفة الصحف واللوحات الإعلانية على الطرقات، اما الباقي، فيصبح تحصيل حاصل: انتشار للماركة، ورزمة من الأموال تضاف إلى رصيد النجم في المصرف.
قائمة الرياضيين «عارضي الأزياء» تبدو طويلة، وهي لا تتوقف على بيكام وبعده رونالدو الأشهر في هذا المجال، إذ في عالم الكرة وحده يمكن العثور على عدد كبير منهم، وهم يزدادون مع كل ظهور نجم جديد ووسيم، وكان آخرهم الكولومبي خاميس رودريغيز، نجم ريال مدريد، وقبله على سبيل المثال الاسباني جيرار بيكيه، نجم برشلونة الاسباني، والفرنسي أوليفييه جيرو، نجم أرسنال الإنكليزي، ومواطن الأخير النجم السابق زين الدين زيدان، الذي وقّع عقداً ليكون الوجه الترويجي لماركة «مانغو» الشهيرة، والظهور بملابسها، كما عرف قبله مواطنه دافيد جينولا والسويدي فريدي ليونبرغ شهرة في هذا المجال.

العلاقة بين عالم الرياضة والأزياء تعود إلى عام 1933 عندما تجلّت عبر ماركة "لاكوست"



كذلك، كان لاعبو المنتخب الالماني من الوجوه الاساسية في الحملة التي اطلقتها شركة «هوغو بوس» الشهيرة عشية انطلاق مونديال 2014 الذي ذهب لقبه لمصلحة «المانشافت»، اذ غزت صور نجومه ومدربه يواكيم لوف ومديره اوليفر بيرهوف صاحب القوام الطويل، بالبزة الرسمية، كل العالم، حيث اكدت المؤشرات ارتفاع مبيعات الشركة المذكورة.
وهذا هو الحال مع رياضيين آخرين مثل نجوم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسويسري روجيه فيديرر والاسباني رافايل نادال ونجم كرة السلة الفرنسي طوني باركر.
على أن بعض الرياضيين «غاصوا» أكثر في هذا العالم، وانجذبوا إليه انجذاباً تاماً، بحيث لم يكتفوا بالتوقيع مع الشركات، بل أطلقوا أيضاً ماركاتهم الخاصة، إذ على سبيل المثال، فإن ماركة «سي آر 7» باتت مسجلة حصرياً باسم رونالدو، ويُحكى أن النجم البرتغالي يحرص بنفسه على انتقاء الألوان ونوعية القماش الذي تنتجه شركة «جي بي أس» الدنماركية، فيما أطلق خاميس رودريغيز أخيراً ماركته «جي 10».
لكن هذا لا يمنع من أن العلاقة تبدو قديمة بين عالم الرياضة والأزياء، وهي تعود إلى عام 1933 حيث تجلّت بأوضح صورها عبر ماركة «لاكوست» الشهيرة، التي أخذت اسمها من لاعب التنس الفرنسي السابق رينيه لاكوست، الذي لقبته الصحافة الأميركية بـ «التمساح»، وقد أصبح هذا الأخير بعدها رمز ماركته، التي غزت، ولا تزال، العالم.