من كلمات نزار فرنسيس وألحان عاصي الحلاني، وقع الاختيار على المخرج عادل سرحان لإخراج أوبريت «رياح البغض»، التي جمعت إلى جانب عاصي في الغناء كلاً من ابنته «ماريتا» ونجوم برنامج «أحلى صوت» (The Voice) حامل اللقب مراد بوريقي، وهالة القصير، ومروة ناجي، ولميا جمال، وغازي الأمير، وربيع جابر، وعدنان بريسم.
تحت عين كاميرا عادل سرحان، تُشرق الشمس على الأرض الطيّبة. لكن في حين ينعم من هم على الأرض بأمان وجمال طبيعتها، تنبت من تحت التراب جثث عفنة على شكل مومياء فرعونية مشوّهة، في دلالة إلى انسحاب الإرهاب وأشخاصه من كل ما يمت إلى حضارة الحياة والإنسانية بصلة. يتهجمّ هؤلاء على الأطفال الآمنين في مدارسهم، والأفراح العامرة (مشهد تجهيز العروس)، والعاملين في أشغالهم. كل هذا ضمن تقطيع متناغم لصالح عملية الليبسينغ لكل الأصوات الغنائية المشاركة في العمل، بداية بعاصي الحلاني، ثم هالة القصير ومراد بوريقي. تتخلل مشاهد تسجيل الأوبريت أمام الميكروفون لقطات تم تنفيذها بتقنية الغرافيكس، جاءت متناغمة بشكل ممتاز مع كلمات العمل الوطني الذي يروي أوجاع الوطن العربي بدءاً من القضية الفلسطينية التي جسّدها سرحان بمزارِع هرم يعتمر الكوفية الفلسطينية.
نسج سرحان «ستوري بورد» واضحاً لهمجية الإرهاب عبر بساطة المشهدية في مواقع التصوير الحقيقية التي تميّزت بإدارة فنية وأكسسوارات ممتازة مع حشد من الكومبارس نفّذ المشاهد التمثيلية المتقنة.

هكذا، غابت الأخطاء التقنية، خصوصاً أنّ صنّاع العمل ابتعدوا عن الرغبة في الإبهار المكلف من دون جدوى. في المقابل، تم استخدام التقنيات الحديثة اللازمة كافة للخروج بشريط مصوّر نظيف بمونتاج منطقي بالتسلسل، ضم كل نجوم العمل ضمن تقديس خاص بالصورة للقضية المطروحة. تؤدي ماريتا الحلاني الكوبليه الغنائي الخاص بها باللغة الفرنسية، فيما يتولّى ربيع جابر مهمة طرح الوجع العربي باللغة الإنكليزية. باتحاد الجيل العربي الجديد تحت شعار العروبة وبدعم من جمعية «أجيالنا»، اقترح سرحان في ختام الشريط حلّاً لإخماد بركان الإرهاب، وبلفتة سريعة عاد من خلال فلاش باك سمعي إلى أوبريت «موطني» الشهير (كلمات إبراهيم طوقان، وألحان محمد فليفل).
تم تقديم «رياح البغض» ضمن ميزانية إنتاج جيّدة، استخدمت لصالح تفاصيل حرفية في التنفيذ، فجاء العمل من الناحيتين الفنية والتقنية مختلفاً عن ما سبق طرحه في الفئة ذاتها.