يحتفل اللبنانيون بعيد الأم بعد يومين. يعدّ كثيرون منهم المفاجآت والهدايا لتوجيه تحية إلى السيدة التي تسهر وتربي وتعالج، وتحبّ من دون مقابل. لكن العيد لا يمرّ في ظروف عادية على كثيرين، هناك أمهات أبعدتهن الحرب عن أولادهنّ، وأخريات يحتفلن وحيدات بسبب الهجرة المتزايدة، وهناك من خبر الأمومة حديثاً ويعيش مشاعر مرتبكاً أمام طفل لا يملك إلا صوته ليشكو. وهناك أيضاً، رجال يقومون بدور الأم، التي تغيب لأسباب مختلفة، فيستحقون التحية التي لا يبخل كثيرون منهم بها على أمهاتهم وزوجاتهم.
هو أيضاً عيد رأس السنة الكردية، أو العيد القومي للأكراد، الذين يعيشون في هذه الفترة استحقاقات وجودية.
في أجواء هذا العيد الجميل، الذي يحمل أنقى مشاعر الحب، يطلّ هذا العدد من «بلدي»، بشكل شبه كامل على قصص لأبناء هذا البلد. نتعرّف إلى يوميات الناس العادية ومشاعرهم تجاه الاستحقاقات التي يعيشونها. تكتب ليلى بركات عن معاناتها في إيجاد عمل لكونها كفيفة. ونتعرّف إلى القابلة القانونية منيرة حافظ، ابنة العائلة البيروتية المحافظة التي درست اختصاصها قبل ستين عاماً في الجامعة اليسوعية. من خلالها نطّلع على جزء من ذاكرة العاصمة وحياة أهلها.
نستمع إلى الفتيات اللواتي يتعرّضن للتحرّش في وسائل النقل العام وما يتركه الأمر من أثر يحفر عميقاً في وجدانهنّ، في ظلّ غياب قانون يحميهنّ. كما نطلّ على جديد التطورات العلمية المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي، والتغييرات التي تتركها على طبيعة العلاقة بين الأستاذ والتلميذ بفعل اقتراب كلّ منهما من خصوصيات الآخر. فكيف تجري الأمور؟
(بلدي)