تحت شعار «السينما والدين»، تواجه الدورة الثامنة من «أيام بيروت السينمائية» التكفير عبر شاشات وفضاءات عدة. أكثر من 50 فيلماً روائياً وقصيراً ووثائقياً ستعرض على مدى عشرة أيام في «متروبوليس أمبير صوفيل» و«سينما سيتي» (وسط بيروت)، و«فندق سمولفيل» (بدارو ـ بيروت)، وأكاديمية «ألبا»، و«المعهد الفرنسي» في بيروت. الافتتاح الليلة مع «تيمبكتو» عبد الرحمن سيساكو في «سينما سيتي» (وسط بيروت).
الشريط الذي نال جوائز عدة في «كان»، يصوّر إحدى القرى في الجنوب المالي، في مواجهة أحكام «القاعدة في المغرب الاسلامي»، محاكياً الواقع العربي والموجات التكفيرية التي تغزوه. وبما أن التطرف الديني والأعراف تكاد تتساوى لناحية أسر المجتمعات العربية وتراجعها، نشاهد «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة» (99 د ــ 13/3 ـ س: 21:30). تستعيد المخرجة اليمنية خديجة السلامي في شريطها القصة الاستثنائية للطفلة اليمينة نجود التي اشتهرت في وسائل الإعلام، بعد ذهابها إلى المحكمة وحدها لتطلب الطلاق وهي بالكاد تبلغ العاشرة. العمل الروائي الطويل الأول للمخرجة اليمنية المتمرسة في الوثائقي، نال «جائزة المهر العربي» لأفضل روائي في «مهرجان دبي».
منذ البداية، يطالعنا الأسلوب السينمائي للشريط الذي يحمل لمسة شاعرية، وخصوصاً في المشاهد المصورة في القرية. ترافقه سلاسة السرد السينمائي التي تدعمها مهارة المخرجة في نسج الإيقاع والغزل بين الأحداث. لكن هناك نزعة فولكلورية تطغى على الشريط في تصوير تفاصيل وتقاليد المجتمع اليمني، فتبدو لنا عدسة المخرجة أحياناً كأنها عين مصوبة من الخارج على الواقع اليمني. ربما يعود ذلك إلى السيناريو المقتبس عن سيرة الطفلة التي صاغتها الكاتبة والصحافية الفرنسية دلفين مينوي. ومن بين أفلام المخرجات المشاركة في «أيام بيروت السينمائية»، يعرض الشريط الروائي الطويل للمخرجة العراقية المغربية تالا حديد «إطار الليل» (93 د ــ 15/3 ــ س: 21:30) حاز العمل «الجائزة الكبرى» في «المهرجان الوطني للفيلم في طنجة». تتناول حديد قصصاً متشابكة ومتنازعة بين هويات مختلفة. تبدأ بقصة الطفلة عائشة التي يختطفها القواد عباس بمساعدة صديقته، ليسلمها إلى أحد المتحرشين بالأطفال مقابل مبلغ مادي.

تقدم نجوى نجار
«عيون الحرامية» بمشاركة المصري خالد أبو النجا

تتعطل سيارتهما فيلتقيان زكريا الذي يخلص عائشة من قبضة العصابة، ويبحث في الوقت نفسه عن خلاصه والشفاء من حزنه. عالمان متوازيان تصورهما المخرجة في ما بعد؛ علاقة عائشة اليتيمة بحبيبة زكريا المفجوعة لفقدان طفلها، و زكريا الذي يلاحقه شبح الموت أثناء رحلته للبحث عن أخيه في العراق. في الشريط تبدو الحبكة الروائية اقل تماسكاً من السرد السينمائي، فيما أهم ما يميزه هو الجمالية الرمزية للغته السينمائية. في هندستها البصرية، تعبّر الصورة أكثر من الحوار، وتنقل لنا أحاسيس التشتت والفقدان والموت التي تمثل الخارطة التي تصل أجزاء عالم زكريا معاً. الشريط الروائي الثاني للمخرجة الفلسطينية نجوى نجار «عيون الحرامية» (98 د ــ 14/3 ــ س: 16:00)، بعد «المر والرمان»، يأخذ مكاناً في المهرجان. العمل الذي صور في نابلس هو من بطولة الممثل المصري خالد أبو النجا والمغنية الجزائرية سعاد ماسي، ويروي قصة الشاب الفلسطيني طارق الذي سجن أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2002.
يخرج طارق بعد عشر سنوات من السجن ليجد زوجته متوفاة وابنته قد تبنتها امرأة أخرى. ومن الأفلام التي تستحق المشاهدة «ذيب» (100 د ــ 17/3 ــ س: 21:30) للمخرج الأردني ناجي أبو نوار الذي جال المهرجانات وحصد الجوائز. يمكن وصف الشريط بالوسترن ــ أردني وقد يجسد انطلاقة أخرى للسينما الأردنية بعد فيلم «لما ضحكت موناليزا» للمخرج فادي حداد. كذلك تعرض الأفلام الروائية الثلاثة للمخرج المغربي هشام العسري الذي تجسد أعماله تجربة متفرّدة في السينما المغربية. هكذا نشاهد «البحر من ورائهم» (88 د ــ 16/3 ــ س: 21:30)، «هم الكلاب» (85 د ــ 21/3 ــ س:16:00)، و«النهاية» الذي يلي عرضه ندوة مع المخرج (16/3 ــ س: 12:30). كذلك يحتضن الحدث العرض الأول لفيلم «قصة يهوذا» للمخرج الجزائري رباح عامر زعميش.


■ للطلاع على البرنامج كاملاً وتواقيت العروض وأماكنها أنقر هنا

* «أيام بيروت السينمائية»: عند السابعة والنصف من مساء اليوم حتى السبت 21 آذار (مارس) ــ فضاءات مختلفة في بيروت ــ للاستعلام: 01/293212 ـــ