أبلغت مصادر مطلعة "الأخبار" أن البطريرك الماروني بشارة الراعي قرر إطلاق حركة اتصالات محلية وإقليمية ودولية لحشد التأييد لمبادرة الرئيس سعد الحريري، ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.وقالت المصادر إن الراعي الذي استضاف فرنجية إلى مائدة العشاء في بكركي مساء الثلاثاء الفائت، يعمل على تنسيق خطواته مع موفدين من تيار المستقبل. وبحسب معلومات المصادر، سيوفد البطريرك الماروني ممثلين عنه للقاء مرجعيات وشخصيات سياسية ونواب مستقلين، مسيحيين ومسلمين، من أجل حشد التأييد لفرنجية. ولم تستبعد المصادر أيضاً إرسال موفدين من قبل الراعي إلى باريس والفاتيكان وغيرهما في المهمة ذاتها، مشيرةً إلى أن «تحرك الراعي لدعم فرنجية، وليس لإجراء انتخابات رئاسية بالمطلق، لا يقابل بإجماع في مجلس المطارنة، ما خلا المطران سمير مظلوم الذي يتولى الترويج لفرنجية».
وفي وقت يبدي فيه الراعي أمام زواره استياءه الشديد من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، تردد بعض الأوساط السياسية أن الراعي سبق أن التقى في ألمانيا قبل عودته إلى بيروت رجل الأعمال جيلبير شاغوري، عرّاب لقاء باريس، واتفق معه على تنسيق حملة مؤيدة لفرنجية. وتشير المصادر إلى أن تيار المستقبل يواكب الراعي في حركته، في ظل توافق على أن «الدعم الإقليمي والدولي متوافر»، وأن «مسؤولين في تيار المستقبل وضعوا بكركي في أجواء الاتصالات الإقليمية والدولية التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري»، ويعوّلون على ضغوط الراعي في الفاتيكان وباريس، التي «يمكن أن تُسهم في دفع فرنسا إلى موقف حاسم يؤدي إلى انتخاب فرنجية». علماً بأن تعويل هؤلاء يكمن في أن «يتحقق خرق رئاسي في اللقاء الذي سيجمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد أسابيع في باريس».
المطران مظلوم: فرنجية يمثل تطلعات جزء كبير من المسيحيين واللبنانيين

ويتحدث موفدو المستقبل إلى بكركي عن ضرورة تهيئة الظروف لمجيء فرنجية كما حصل قبل انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي طرح اسمه قبل أشهر من انتخابه، وهذا «ما يجب فعله أيضاً بضرورة إبقاء اسم فرنجية متصدراً لائحة المرشحين الأقوياء إلى أن يحين موعد التسوية فيكون أول الأسماء التي تحصل على تأييد إقليمي ودولي». علماً بأن موفدي المستقبل يؤكدون أنهم حَصَّلوا حتى الآن عدد الأصوات الكافية لانتخاب فرنجية، ولم يبق سوى قرار الإفراج عن الرئاسيات.
من جهته، أكّد المطران مظلوم أنه "ليس لدينا مرشح لرئاسة الجمهورية ولا فيتو على أحد، ولكن لا يجب أن تقف أو تتعطل مبادرة الرئيس الحريري، لأن البلد لا يحتمل الفراغ بالرئاسة وشلل بكل المؤسسات الدستورية".
وشدد في حديث تلفزيوني على أن "البطريرك الراعي ليس عدو أحد ولا يريد أن يخاصم أحداً ولا يفكر إلا في مصلحة الوطن". وأشار إلى أن "المبادرة لم تفشل وربما تأخرت قليلاً. ولكن ما زالت مطروحة"، موضحاً أن "الفاتيكان لا يدخل في التفاصيل الداخلية في البلد ويهمه أن تتأمن المصلحة العامة وانتخاب رئيس في أقرب وقت". ووصف النائب فرنجية بأنه "يمثل تطلعات جزء كبير من المسيحيين واللبنانيين، وهو ليس نكرة، ومعروف عنه أنه زعيم لبناني لديه صفاته وكفاءته وماضيه".
أمنياً (رامح حمية)، سقط شهيد وأربعة جرحى للجيش أثناء عملية دهم في دار الواسعة في منطقة البقاع. واستقدم الجيش تعزيزات إلى البلدة الجردية في غرب بعلبك، ودارت اشتباكات عنيفة بين عناصره ومسلحين، واعتقل ثمانية شبان من آل جعفر، وضبط كمية من حشيشة الكيف والأسلحة. وأعلنت قيادة الجيش أنه "أثناء قيام قوة من الجيش في منطقة دار الواسعة بدهم أماكن عدد من المطلوبين لتورطهم في جريمة بتدعي عام 2014، تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل مجموعة مسلحة، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين وإصابة 4 آخرين بجروح". ومساء أمس، نفّذت قوة من الجيش عملية دهم في حي الشراونة واشتبكت مع مسلحين. وكان عدد من أبناء الشراونة قد قطعوا الطريق العام عند مدخل الحي، احتجاجاً على دهم دار الواسعة. كذلك شهدت طريق إيعات ــــ دير الأحمر ظهوراً لمسلحين اعترضوا المارة، وأطلقوا النار على سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي. وقال مسؤول أمني إن عمليات السرقة والسلب دفعت إلى اتخاذ القرار بضرورة لجم هذه الظاهرة، كاشفاً أن "عمليات الدهم ستتواصل لسائر الأماكن التي يشتبه في وجود متورطين فيها، من دون اللجوء إلى خطط أمنية".