في وقت تسعى فيه هيئات بعض الأقضية للتوصل إلى صيغة توافقية، يبدو قضاء جبيل متجهاً إلى خوض معركة بين: الهيئة الحالية (برئاسة طوني بو يونس) التي تحظى بدعم النواب وبخاصة سيمون أبي رميا، و«المناضلين القدامى»، ومنهم: بسام الهاشم، وديع عقل، ناجي الحايك، عماد خوري ومارك حويك، ورأس حربتهم الطبيب طارق صادق. العلاقة بين الفريقين وصلت إلى حد القطيعة أحياناً. يعارض «القدامى» الهيئة الحالية لأنها عُيّنت من دون استشارتهم، ويحاربون بو يونس من باب انتماء عائلته تاريخياً إلى حزب البعث.
في جبيل نحو 1600 بطاقة عونية، وعمل فريق «القدامى» على إصدار 300 بطاقة جديدة، قبل أن تعمم لجنة الانتخابات المركزية مذكرة بحصر الااقتراع بمن جددوا بطاقاتهم فقط، أما من انتسبوا حديثاً، فعليهم الانتظار. يوضح المحامي وديع عقل: «نُدرك جيداً أن النظام ينص على مرور سنة على الانتساب حتى يمارس الحزبي واجباته»، والهدف من البطاقات الجديدة التأكيد أن «الهيئة الحالية مقصرة في استمالة المقربين منا. نقول لهم جرّبونا، بعد أن برهنا أننا خلال مدة قصيرة تمكنا من جذب هذا العدد». ويدعو عقل الفريق القديم لأن يسلم الأمانة لـ«دم جديد. تمنينا على الهيئة أن تُجنبنا المعركة فنحن نسعى إلى التوافق الذي لا يتحقق إلا عبر صادق».
تتركز المعركة في مناطق اهمج (204 بطاقات وتدعم بو يونس)، العاقورة (154 يمون على معظمها آل الهاشم وأغلبهم الى جانب صادق)، جبيل (140 النسبة الأكبر منها على خلاف مع بو يونس)، جاج (125، تتأرجح الاصوات فيها)، عمشيت (وهي بلدة مارك الحويك فيها 90 بطاقة)، حالات (80 موالية لبو يونس)، مشمش (64 تدعم منسقها عماد خوري) وأخيراً ترتج (بلدة صادق، فيها 30 بطاقة).
ورغم طلب العماد ميشال عون من النواب البقاء على الحياد، إلا أن ذلك لن يلغي تأثيرهم ولو بشكل غير مباشر. أبي رميا هو النائب العوني الوحيد في جبيل، مقرب من القاعدة رغم بعض الاصوات المعترضة. «موقفه صعب»، يقول أحد المسؤولين الحزبيين المقربين منه، «الفريق الآخر يريد انتزاع النيابة منه عبر إضعافه في القضاء». إلا أن أبي رميا لا تشغله هذه الهواجس.: «أنا ملتزم المؤسسة الحزبية وأحترمها أياً كانت هيئة القضاء». يوضح أن مهمته هي «لمّ الشمل والحرص على أن يكون التنافس إيجابياً». إلا أن ذلك «لا يلغي دوري كناخب أعمل وفقاً لقناعاتي وأختار الأسلم».
طارق صادق طبيب يدير جامعة AUL في الكسليك، وهو أحد مستشاري الوزير جبران باسيل ويرأس لجنة الانتشار في التيار منذ 2005. يؤكد أنه ليس «طامحاً إلى أي مركز، ولكنني أريد تجنيب القضاء معركة. أبي يونس أمضى خمس سنوات في الهيئة، وهناك جو عام في فريقنا يميل إلى التغيير». يتحصن بدعم الرفاق الذين يعتقدون أنه «يجب أن يكون هناك فريق جديد يواكب النظام الحديث». صادق لم يُعلن ترشّحه رسمياً، «ولكنني أبلغت العماد عون، واللائحة المؤلفة من 13 عضواً أصبحت تقريباً جاهزة. لن نعلنها حالياً لعل المفاوضات توصل إلى التوافق».