معركة الانتخابات الداخلية بدأت في كسروان منذ نحو شهر. يخوض المواجهة منسق هيئة القضاء الحالي جوزف فهد الذي يحظى بدعم الهيئة و«أصدقاء التيار» المرشحين إلى الانتخابات النيابية مثل روجيه عازار وجوان حبيش وطوني عطالله، في وجه المحامي جيلبير سلامة المدعوم من الهيئة السابقة التي كان يترأسها جوزف بارود، ومن منصور صفير وفادي بركات واميل هاشم، والمرشح الى الانتخابات توفيق سلوم.
الداعمون لسلامة، يقول أحد العونيين المطلعين على الملف الكسرواني، استخدموا واجهة مميزة ليحاولوا بواسطتها العودة الى الحياة السياسية، بعد «فشلهم في معظم الاستحقاقات السابقة». يشير إلى نجاح فهد تنظيمياً «نوعا ما» في المرحلة السابقة، ولذلك «لا نستطيع القيام بحقل تجارب في هذا الظرف». إضافة إلى أن داعمي سلامة غير منسجمين ولكل منهم مشروعه».
في القرى، بدأ العونيون محاولة إثبات وجودهم، في ظل عدم تصديق كثيرين أن الانتخابات ستحصل، الأمر الذي دفع معظم من التقتهم «الاخبار» إلى التستر على هوياتهم.
نحو 2000 بطاقة
والثقل في كفرذبيان وذوق مكايل
وغزير وجونية

يشير أحد مؤيدي فهد إلى مزاياه المتعددة: على مسافة واحدة من الجميع، كان سبباً في الشرخ الذي حصل في القضاء عام 2008 لكنه كان جزءاً من الحل في 2009، خاض الانتخابات النيابية عامي 2005 و2009 وخرج منها نظيفاً. أما مؤيدو سلامة فيسألون عما «فعله فهد طيلة ولايته غير المشاركة في النشاطات الاجتماعية، فيما الهيئات المحلية التي يفترض أن يُفعّل عملها في سبات؟». سبب الخلاف معه انه «قبل أن يصبح منسقاً ساهم في تقسيم الهيئات المحلية، وحين تسلم الماكينة الانتخابية عام 2005 توقف عن التعاون مع الهيئة». اذا كان ذلك صحيحاً، لماذا كان الوحيد الذي عينته الرابية مرتين متتاليتين؟ «بعضهم زكّاه عند العماد عون». يزيد هؤلاء أن مشكلة فهد ومن معه «أنهم يحاربون من مر على نضالهم 25 سنة».
يرد المصدر المقرب من فهد بأن الفريق الآخر «يعمل وفق مبدأ النكايات ويحاربنا تحت عنوان التغيير، علماً أن لا شيء يجمع بينهم الا التناقضات». الامثلة كثيرة: «بركات وسلوم تواجها بعد الانتخابات الحزبية عام 1998، اميل هاشم لم يكن محبوباً منهم. التنافس الشرس بين بركات ونعمان مراد على الترشح الى النيابة حرم كسروان من مقعد حزبي. فضلاً عن معارك بركات وصفير الفاشلة في النقابات». يزعم المصدر بأن سلامة قرر ولوج المعركة باكرا «على رغم اجتماعه قبل ثلاثة أسابيع مع فهد واتفاقهما على التريث حتى تتبلور الامور». أما من يلتقي سلامة فينقل عنه قوله إن «التواصل مع فهد يومي»، ورفضه وصف الانتخابات بالمعركة «بل هي تنافس ديمقراطي». وينقل عنه انه «لا يُمانع التوافق حتى ولو كان من خلال فهد»، ولا يلغي «احتمال وجود مرشحين آخرين قد يرسو الخيار عليهم». أجواء سلامة الايجابية لا يتردد صداها بين أعضاء فريقه الذين رفعوا سقف التحدي، «أي اسم بعيداً عن فهد توافقي».
في كسروان نحو 2000 بطاقة عونية، ويتركز الثقل الانتخابي في مناطق كفرذبيان، ذوق مكايل، غزير وجونية. أما بالنسبة للهيئة فسيرتفع عدد أعضائها الى 13. يقول مقربون من فهد إنه اجتمع الثلاثاء بالهيئة وشرح طريقة العمل في الفترة المقبلة، وكان واضحاً لجهة وجوب تسخير المزيد من الوقت مستقبلاً، لذلك نتجه الى ترشيح وجوه جديدة». رغم انفتاح هذا الفريق على أي اتفاق تسوية، الا أنه يبدو مرتاحاً.
مقابل هذين الفريقين، صوت يدعو الى التوافق، «فنحن لسنا هواة معارك. رغم أن تاريخنا حافل بها ولكننا تعبنا منها»، يقول توفيق سلوم. التقى أخيراً بفهد «وأوضحت له أن التوافق أفضل من اعادة تقسيم القضاء. الكلام نفسه وجهته لسلامة». يؤكد سلوم أنه لا يدعم أحداً، «ولكن اذا انتفت مساعي التوافق فسيكون لي خياري، من دون أن يوضح الى أي طرف سيميل. لا يعترض على فهد، «ولا مانع أن يكون هو التوافقي، ولكن يجب أن تكون هناك أسماء جديدة تضع خطة اصلاحية». بالنسبة لسلوم «لو كان هناك نائب حزبي لكان ساهم في عملية التوافق».
تتجه الانظار الاسبوع المقبل الى الدورة الاعدادية التي سيخضع لها المرشحون الى منصب المنسق، لتبين المرشحين الفعليين وبدء المفاوضات. المشكلة في كسروان ليست في المعركة التي هي دليل حيوية، ولكن في أن الفريقين لا يقبلان الاعتراف بحجمهما الحقيقي. الاثنان يعتقدان أنهما رابحان ولا أحد يرضى بالتنازل.