من قتل الجندي الإسباني؟ على نحو تدريجي، بات هذا السؤال يحتمل أجوبة عدة رغم جزم كل من إسرائيل وإسبانيا بمسؤولية العدو عن إصابة برج المراقبة الذي كان يجلس فيه العريف في الوحدة الإسبانية فرانسيسكو توليدو في موقع العباسية. فمن يحاول تحويل الجزم إلى وجهة نظر وصولاً إلى تحميل حزب الله المسؤولية؟ هذا الإحتمال يعززه مقطع الفيديو الملتبس الذي وزع بعد أربعة أيام على الحادثة وبعد ساعات على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
المقطع التقط من جهاز خلوي يرصد الدخان الناجم عن القصف الذي أعقب عملية استهداف المقاومة لموكب عسكري معاد في الغجر وتُسمع من خلاله أصوات القذائف يقطعها حوار بين شخصين باللغة الإسبانية. بحسب الترجمة التي أرفقت بالمقطع، يقول الأول للثاني:"تسقط من اسرائيل (بالإشارة إلى القذائف)". فيجيبه الثاني: "يبدو أنها تسقط داخل اسرائيل". يعلق الأول باستغراب: "تسقط من داخل اسرائيل!؟. كيف هذا؟". يوضح الثاني: "إنها من سهل الماري. من المعتاد أن يطلق حزب الله من هناك". الحوار ينتهي بصراخ أحدهما:" يا إلهي سقطت واحدة هنا". المشهد المرافق للعبارة، يظهر سقوط قذيفة أمامهما على بعد أمتار، محدثة دخاناً كثيفاً، قبل أن يقطع التسجيل.
مصادر من داخل اليونيفيل أشارت لـ "الأخبار" الى أن المقطع "التقطه جنديان من داخل موقع العباسية والمشهد الأخير رصد لحظة إصابة برج المراقبة بقذيفة". لكن من سربه؟. بحسب المصادر، فإن "موظفين في الوحدة وفي جهاز الإستخبارات التابع لها، تعمدوا نشره". لكن يبدو أن التعمد يركز على الحوار الذي يظهر أن صفة أحد طرفيه، رقيب. فما الهدف من تعميم "دردشة" كأنها معلومات تصلح للتبني؟.
على صعيد متصل، لا تزال اللجنة المشتركة المؤلفة من ضباط من اليونيفيل والجيش اللبناني تحقق في حادث مقتل توليدو، فهل يؤثر مقطع الفيديو في وجهة التحقيقات؟. علماً بأن اليونيفيل أظهرت تبايناً في أدائها أثناء وبعد عملية المقاومة وما أعقبها. فرئيس جهاز الإرتباط في اليونيفيل أفاد في تقريره الأولي بعد عملية شبعا أن حصيلة قتلى جنود العدو خمسة، في مقابل أربعة جرحى حالتهم خطيرة جداً. لكنه سرعان ما اعتمد الرقم الإسرائيلي بقتيلين فقط. إلى جانب تبني اليونيفيل أن اسرائيل مسؤولة عن قتل الجندي وقد تلقت منها اتصال اعتذار وتعزية به.