هو «الزمن الجميل» يعود، زمن العمليات النوعية للمقاومة ضد العدو. لم تحمل الفرحة «أبو علي»، فدار بأكواب العصير موزّعاً إياها على المارة، وهو ما اعتاد فعله بعد كل عملية في الداخل الفلسطيني. على مدى الأيام العشرة الماضية، انتظر أهالي مخيم شاتيلا الفلسطينيون، بفارغ الصبر، ردّ حزب الله على عملية القنيطرة. ما إن بدأت الأخبار عن عملية شبعا بالتواتر حتى اشتعل المخيم برصاص الابتهاج. يقول مؤيد لـ»الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»: «جسد المقاومة واحد من بيروت إلى غزة».
في أزقة المخيم حضور لافت لصور شهداء حرب غزة الأخيرة وصور منفذي عمليات الطعن في القدس على حساب صور بعض من قتلوا في الحرب في سوريا، ما يوحي بتبدل في المزاج العام لأبناء المخيم. خفتت الحماسة لمتابعة الشأن السوري، وعادت الأنظار إلى ما يجري في فلسطين، وأخيراً في الجولان المحتل.
جيران المخيم اللبنانيون أيضاً أقاموا حواجز محبة على طريق المطار ووزّعوا الحلوى احتفاء بـ»صدق وعد» المقاومة.
وفي مخيم برج البراجنة، أيضاً، وُزّعت الحلوى احتفاءً وأُطلق الرصاص ابتهاجاً. منذ اللحظات الأولى لإعلان وقوع «حدث أمني» شمال فلسطين المحتلة، تحلّق أبناء المخيم حول شاشات التلفزة. توالت الأخبار غير الدقيقة عن طبيعة العملية. بعد ورود أنباء عن تدمير آليات للعدو، تحوّل السؤال بعض المتحلقين حول شاشات التلفزة للسؤال عن عدد قتلى العدو. «عمّال يقولوا 15 قتيل» قال أحدهم متحمساً. «اللهم زد وبارك»، علّق آخر ضاحكاً. فضول بعض المارة دفعهم للدخول إلى المحلات التي صدحت منها أصوات مراسلي القنوات الفضائية. وقفوا طويلاً أمام شاشات التلفزة، اشتروا أي شيء لإطالة مدة بقائهم أمام الشاشات. اعتاد الفلسطينيون هذه «الحركات». في مثل هذه الأجواء، تتحوّل المقاهي ومحلات السمانة إلى نقاط تجمّع لمتابعة الأخبار الواردة من الداخل الفلسطيني وتحليلها. هكذا واكب أبناء المخيم تفاصيل حرب غزة على مدى 50 يوماً، كما تابعوا عمليات الطعن والدهس التي نفذها أبناء القدس والخليل ضد المستوطنين الإسرائيليين.
وكما بيروت كذلك الشمال، ففي مخيم البداوي أيضاً أطلق أبناء المخيم النيران ابتهاجاً بخبر العملية. كذلك باركت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية حزب الله وكانت حركة حماس أول المهنئين بذلك.