تمدّد جمهور مشيّعي الشهيد محمد عيسى في عربصاليم أمس. لم يقتصر على رفاق السلاح والجهاد والإخوة والأخوات، بل ضمّ شباناً وصبايا يفصح مظهرهم الخارجي عن اختلافهم. من بيروت ومنطقة إقليم التفاح والنبطية تنادت الجموع إلى سفح الجبل الرفيع، لتتعرف الى «أبو عيسى الإقليم» وتودعه للمرة الأخيرة. موكب التشييع الحاشد، الذي سار من مجمع سيد الشهداء إلى جبانة البلدة، تقدمه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين ونائبه الشيخ نبيل قاووق ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ووجوه أخفى التأثر والدموع ملامحها من دون أن تشي بعظمة أصحابها وقيمتهم في الثغور والانتصارات.
وبالتزامن، شيّع الحزب الشهيد غازي ضاوي في الخيام بمشاركة النائب علي فياض. أما يحمر الشقيف ففتحت قلبها لتضم الشهيد علي إبراهيم إلى جانب قبر والده الشهيد حسن الذي سبقه عام 1994.
موكب إبراهيم تقدمه النائب نواف الموسوي. جدّه علي إبراهيم عاهد نجله وحفيده الشهيدين على «السير في نهج المقاومة وخطى الشهداء في مواجهة العدو الإسرائيلي». أما جدته التي شاركت في تربيته بعد أن تيتّم وهو في سنته الأولى، فقالت إن «أولادنا في الصغر لنا وعندما يكبرون يصبحون للسيد حسن نصرالله».
ولا تزال الغازية في انتظار دورها في أعراس الشهادة. ومن المقرر أن تزف اليوم الشهيد عباس حجازي ووالده إبراهيم حجازي الذي توقف قلبه بعد ساعات على استشهاد نجله، بعد غيبوبة لأقل من شهر.
الى ذلك، بدّد العدو الإسرائيلي الهدوء الذي سيطر على الجبهة الجنوبية أول من أمس، بتحليق مروحيات معادية في أجواء شبعا ومزارعها المحتلة، وألقى قنابل مضيئة في أجواء القطاع الغربي حتى ساحل الناقورة.