"انتصرت مبادىء الحزب الشيوعي التغييرية والإصلاحية". قال جمال بدران، الفائز بعضوية اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اللبناني. اقتراع 301 من مندوبي المنظمات والمناطق الذين شاركوا في المؤتمر الحادي عشر للحزب، منح أكثرية الأصوات للائحة النقابي حنا غريب التي تنافست مع لائحة الأمين العام الحالي خالد حدادة، لاختيار ستين عضواً.
اللائحتان المكتملتان تمايزتا بفارق كبير في الأصوات. لائحة غريب فازت بـ46 مقعدا، مقابل 14 مقعدا للائحة حدادة. الفارق الكبير انسحب أيضاً على الأصوات التي نالها غريب وحدادة، أبرز المرشحين لمنصب الأمين العام. فحصل غريب على 204 من الأصوات، مقابل 172 لحدادة. المفاجآت ليست هنا فحسب. فرز الأصوات الذي طال لساعات عدة وامتد إلى ما بعد الواحدة بعد منتصف الليل، أسقط رموزاً في الحرس القديم للحزب. قيادات لا تزال في منصبها في المكتب السياسي واللجنة المركزية منذ أكثر من عشرين عاماً ولثلاث دورات مؤتمرية أو أكثر، لم تنل نسبة 50 في المئة من أصوات المقترعين بحسب ما اقتضى تعديل المادة الرابعة من النظام الداخلي، كشرط لدخول المنافسة في عملية انتخاب الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي، منهم علي سلمان ونديم علاء الدين وعبد فتوني وعلي غريب.
نتائج التصويت قلبت الطاولة على القيادة الحالية المنتخبة بشكلها الحالي في المؤتمر التاسع الذي انعقد عام 2004 وجدد لها كما هي المؤتمر العاشر الذي انعقد عام 2009. تأجيل موعد عقد المؤتمر الحادي عشر لعامين متتاليين والخلافات المتزايدة بين قيادات تاريخية وشبابية مع أركان في القيادة، أجج الإعتراضات داخل الحزب حتى بات البعض يشبهه بأحزاب السلطة "التي تخنق الديموقراطية وتحيك قياداتها المؤامرات للتمسك بكراسيها". زادت الإنتقادات لأداء حدادة وفريقه في السنوات الأخيرة، ما دفع الكثيرين للإعتكاف والمقاطعة. لكن الكثير من هؤلاء علقوا اعتكافهم وشاركوا في المؤتمر الأخير لأن " لا أمل إلا بالتغيير من داخل الحزب بعد فشل كل التجارب الأخرى".
لائحة غريب ضمّت شباناً وشابات ومعارضين للقيادة الحالية

لائحة غريب ضمت شباناً وشابات ومعارضين للقيادة الحالية، منهم جمال بدران وأنور ياسين وأدهم السيد وسمير دياب وكمال حمدان وعمر الديب وبانا السمراني. الدم الجديد الذي سيضخه الفائزون من المنتظر أن يسري في شرايين الحزب من القيادة إلى المناطق والمنظمات واتحاد الشباب الديموقراطي وقطاع الشباب والطلاب. الأكبر سناً من بين الفائزين، يمكنه بدءاً من اليوم ولغاية 15 يوماً دعوة الفائزين إلى انتخابات لاختيار الأمين العام وأعضاء المكتب لسياسي. ومن المرجح أن يحوز غريب على أعلى الأصوات، ما لم يبادر حدادة الى الانسحاب من المعركة.
لكن غريب لم يكن ليستطيع الترشح لانتخابات اللجنة المركزية في الأساس لولا التصويت بالأكثرية على تعديل المادة الرابعة من النظام الداخلي التي كانت تحدد عدد المرات التي يحق للأمين العام الترشح مؤتمرياً (مرتان) وأعضاء المكتب السياسي (مرتان) وأعضاء اللجنة المركزية (ثلاث مرات). حدادة وغريب استفادا على السواء من التعديل. فحدادة أتم الترشح مرتين في المؤتمرين التاسع والعاشر ولم يكن ليحق له الترشح في حال لم تعدل المادة. كذلك بالنسبة لغريب الذي أتم في المؤتمر السابق ثلاث مرات كعضو في اللجنة المركزية.
وكان الحزب قد اختتم أمس فعاليات مؤتمره الحادي عشر الذي افتتحه الجمعة الفائت. وفق البرنامج، فإن فعالية اليوم الأخير، حددت مدتها بساعتين يجرى خلالهما انتخاب 60 عضواً في اللجنة المركزية وتسعة أعضاء لكل من اللجنتين المالية والدستورية، على أن تنتهي عند الظهر. حينها، يكون لدى الأعضاء المنتخبين الوقت الكافي لاختيار الأمين العام وأعضاء المكتب السياسي من بين اعضاء اللجنة المركزية الجديدة. إلا أن استكمال النقاش في جلسات اليوم السابق، أخّر البدء بالإقتراع إلى ما بعد ظهر امس، اما فرز الأصوات فاستمر إلى ما بعد منتصف الليل.
بالإطلاع على أسماء المرشحين للجنة المركزية بدا لافتاً أن حدادة ومعظم أعضاء المكتب السياسي قد ترشحوا مجدداً. خلال جلسات النقاش، أعرب حدادة صراحة عن رغبته بتجديد ولايته. ولوحظ أن من بين المرشحين للجنة المركزية، شيوعيين قاطعوا العمل الحزبي منذ سنوات أو انضموا للتيار المعارض للقيادة الحالية، من أبرزهم القيادي كمال البقاعي الذي انتخب أيضاً في هيئة الإشراف على المؤتمر. البقاعي العائد إلى العمل الحزبي برغم صراعه مع المرض، لم يترشح إلى اي من اللائحتين. لكن المؤتمرين انتخبوه العضو الـ 61 الإستثنائي في اللجنة المركزية.
وكان 301 من حاملي بطاقة انتساب إلى الحزب، اقترعوا لـ 109 مرشحين لاختيار 60 عضواً للجنة المركزية ولـ 14 مرشحاً لاختيار تسعة منهم للجنة المالية. بالإضافة لاختيار 17 عضواً لاختيار تسعة أعضاء للجنة المالية.