في مقابلته التلفزيونية الأولى بعد لقائه الرئيس سعد الحريري في باريس، أعلن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ترشّحه إلى رئاسة الجمهورية. محور انتقاداته كان التيار الوطني الحر، معبّراً عن ثقته بالحريري. ورغم تأكيده أن حليفيه الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله كانا يواكبان تفاصيل الاتصالات بينه وبين الرئيس سعد الحريري، إلا أنه أكّد أن ما جرى في لقائه الباريسي مع الحريري في التاسع عشر من الشهر الماضي، حين فاتحه رئيس تيار المستقبل بترشيحه إلى رئاسة الجمهورية، لم يكن متوقعاً، وجرى بصورة سريعة لم تسمح لأحد بالتواصل مع حلفائه. ومع رفضه الكشف عن مضمون اجتماعه بالسيد نصرالله قبل أسبوع، والرئيس بشار الأسد الأحد الماضي، إلا أنه أكّد، رداً على سؤال، أن نصرالله كرّر أمامه الالتزام بترشيح العماد ميشال عون إلى الرئاسة.في بداية المقابلة التي أجراها معه الزميل مرسال غانم ضمن برنامج "كلام الناس" على شاشة "أل بي سي آي"، كرّر فرنجية أنه "مشروع مرشّح". لكنه لاحقاً قال إنه مرشح أكثر من أيّ وقت مضى، واضعاً ترشيحه في إطار التوافق الوطني. وقال إن اللقاءات بينه وبين مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري بدأت خلال التعزية بابن رجل الأعمال جيلبير الشاغوري قبل أكثر من 6 أشهر. ولاحقاً، زار الشاغوري فرنجية، مصطحباً خوري الذي أكّد أنه أتى بعلم الحريري، لكن ليس بتكليف منه. ونفى فرنجية علمه بدور السفير الأميركي السابق دايفيد هيل في إقناع الحريري بترشيحه، إلا انه روى أن هيل سأله قبل أشهر عن علاقته برئيس تيار المستقبل، وأنه ردّ على السفير الأميركي بالقول: "بعد خروجه من السلطة، كنت أتصل به في المناسبات، لكنه لم يبادلني الاتصالات، فتوقفت عن الاتصال به". وأكمل فرنجية قائلاً: "بعد هذا الحديث مع هيل، الذي أحترمه وأعرفه منذ 21 عاماً، بدأ الحريري يتصل بي في المناسبات، منذ أن تعرّض ابني طوني لحادث سير، وربما يكون السفير السابق لعب دوراً في هذا الشأن". ووجّه فرنجية انتقادات للتيار الوطني الحر، قائلاً إن الذين "ينتقدون لقائي بالحريري بالشكل ذهبوا أبعد مني"، من لقاء باريس إلى كليمنصو إلى بيت الوسط إلى زيارة السفارة السعودية. وأضاف: "لست من سافر إلى إيطاليا بطائرة الحريري الخاصة، ومنها إلى باريس". وقال إنه لا ينتقد الجنرال ميشال عون، بل "الأداء والجو الإعلامي الحليف"، لافتاً إلى أنه لم يقصد الحريري طالباً الرئاسة، بل "سافرتُ إلى فرنسا وأنا مقبول رئاسياً". وشدّد على أنه يدعم الجنرال عون "إذا كانت لديه حظوظ".
الحريري لم يطلب رئاسة
الحكومة ولم نبحث تقسيم الحصص الوزارية

قال فرنجية إنه كان يبلغ السيد نصرالله والرئيس بري بفحوى تواصله مع الحريري، ولم يبلغ عون لأن "العلاقة مع الجنرال لم تكن طبيعية منذ نحو سنتين، والجنرال يقول إنه مرشح للرئاسة ولا مرشح غيره، وليست لديه خطة بديلة". ورأى أن لقاءه الأخير بالجنرال كان "بلا جدوى"، لأن عون أكّد أنه مستمر في ترشيحه إلى الرئاسة. ودافع عن خياره زيارة الوزير جبران باسيل قبل أسبوعين في منزل الأخير، من دون أن ينفي أن وزير الخارجية تركه ينتظر في الصالون 10 دقائق!
وأكّد رئيس تيار المردة أنه فخور بعلاقته بآل عبد العزيز (آل سعود)، وبعلاقة جدّه بهم، لكنه في الوقت عينه لا يوافق على التصنيف السعودي للإرهاب، ولا على "التحالف الإسلامي" الذي أعلنته السعودية تحت عنوان مكافحة الإرهاب. وكشف أن الحريري لم يطلب أن يكون رئيساً للحكومة في العهد المقبل، "بل تحدّث معي عن حكومة وفاق وطني يكون رئيسها من 14 آذار". وعقّب قائلاً: "أنا أفضّل أن يكون الحريري رئيساً للحكومة في حال كنت رئيساً للجمهورية"، معيداً ذلك إلى العلاقة الشخصية بينهما والثقة المتبادلة، ولأن الحريري رئيس أكبر كتلة نيابية. لكنه لفت إلى أنه لا أحد يستطيع أن يضمن للحريري رئاسة الحكومة لست سنوات. كذلك أكّد أنهما لم يبحثا شكل الحكومة وتوزيع الحصص فيها، ولا مسألة الثلث المعطّل: "أنا أضمن ألا يُطعن الحريري في ظهره في حال توافقنا، وأضمن ألا أُسقِط حكومته".
أفضّل النسبية لكن يصعب
إقرار قانون يرفضه المستقبل والقوات وجنبلاط

وقال إن الحريري قارب مسألة قانون الانتخابات النيابية من زاوية الخشية من أن "حزب الله وحركة أمل يريدان النسبية، رغم أنها لا تناسبهما، وهدفهما منها الإضرار بي. لكني قلتُ له إنهما يريدان النسبية لمصلحة حلفائهما، وليس للإضرار بك". وأكّد فرنجية أنه يفضّل النسبية، "التي تناسبني شخصياً"، نافياً أن يكون قد تعهّد للحريري بالإبقاء على "قانون الستين". وشدّد على أن فكرته تتمحور حول ضرورة إجراء انتخابات نيابية في العهد الجديد، وعن صعوبة الاتفاق على قانون انتخابي جديد من دون رضى المستقبل والقوات والنائب وليد جنبلاط، مذكّراً بموقف التيار الوطني الحر من القانون، ورفعه شعار "رجع الحق لأصحابه" بعد إقرار القانون عام 2009.
ونفى أن يكون قد طلب من الحريري إلغاء المحكمة الدولية، أو أن يكون الأخير قد اشترط عليه عدم زيارة الرئيس السوري. وقال فرنجية: "أنا لا أسمح لأحد بأن يتدخل في علاقتي مع الرئيس الاسد، والعلاقة الرسمية هي علاقة رسمية، وأنا لا أقبل في حال كنت رئيساً إلا أن أتعامل مع سوريا من دولة الى دولة".
وذكّر فرنجية بأن السيد نصرالله دعا إلى تسوية لبنانية ــ لبنانية، مؤكداً أنه "والسيد نصرالله واحد، حتى بالموقف مع الجنرال عون، والسيد نصرالله حريص على لبنان أكثر مني، والجنرال عون لا يقل حرصاً على البلد". وأكّد أنه ليس من مصلحته السياسية "عزل أحد على الساحة المسيحية، بل من مصلحتي أن يكون الجميع الى جانبي".
على صعيد آخر، انعقدت مساء أمس جلسة الحوار الـ21 بين تيار المستقبل وحزب الله في عين التينة. وأكّدت مصادر المجتمعين أنه تم النقاش في مختلف القضايا المطروحة، وأن «وفد المستقبل أكّد تمسّكه بمبادرة الحريري»، وأن «التباين لم يحلّ مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حتى الآن». وصدر عن المجتمعين بيان أكد أنه «جرى استكمال النقاش حول الاستحقاقات الدستورية، وضرورة استمرار الحوار حولها بين الأطراف بمستوياتها المختلفة، وصولاً إلى التفاهمات التي تخدم المصلحة الوطنية».
أمنياً، وقعت مجموعة من مقاتلي "جبهة النصرة" في كمين للجيش اللبناني في جرود عرسال، عند محاولتها التسلل باتجاه أحد المواقع العسكرية قرب وادي حميد. وقد قتل 3 من مسلحي "النصرة"، نقل الجيش جثثهم إلى أحد مستشفيات البقاع الشمالي.