حسن علّيق نزل آل الحريري أمس من مجدليون، ليتخذوا من منزل شفيق الحريري في صيدا غرفة عمليات لإدارة الانتخابات. أبناء العائلة الذين يصوّتون في صيدا، حضروا، كبيرهم وصغيرهم، إلا بهاء رفيق الحريري. خرجوا للاقتراع، ثم عادوا ليلزموا منزل «أبو فادي»، «لأن الطرف الآخر سيفتعل مشاكل في المكان الذي سأكون فيه»، يقول أحمد الحريري. ومن المنزل، أشرف الأخير على عمل الماكينة الانتخابية التي يديرها أمين الحريري ويوسف النقيب.
طوال اليوم، كانت الشاشة الكبيرة تنقل بث قناة «الجديد» التي أبدى عدد من مسؤولي التيار رضاه عن «أدائها في هذا اليوم الانتخابي». وبين الغرف، توزع الناشطون في الماكينة، مؤلّفين أكبر تجمّع للمتشبّهين برئيس الحكومة سعد الحريري، لناحية إطالة الشعر وإطلاق «السكسوكة».
ساكنو البيت شُغلوا بمتابعة الخلافات الأمنية التي ظلّلت الانتخابات. هنا مناصر لتيار المستقبل أوقفه الجيش. وهناك نقطة ساخنة ينبغي طلب دعم القوى الأمنية لمنع انفلات الأمور فيها. يتلقى أحمد الحريري الاتصالات من مندوبيه. يُعلِم والدته، النائبة بهية الحريري، بالتطورات لتجري مكالمة مع ضابط من الجيش، أو يتصل هو بأحد الضباط.
طوال اليوم، كان الحريريون مرتاحين للنتيجة التي ستظهرها صناديق الاقتراع مساءً. «فبمجرد أن تلامس نسبة الاقتراع الـ30%، ستكون لائحتنا قد فازت على اللائحة الأخرى بفارق يفوق الـ2500 صوت».
بعد الظهر، فاقت نسبة الاقتراع الـ35%، ومعها ارتفع منسوب الخلافات داخل المدينة، واشتغل «ضربُ الأمواس». لكن اطمئنان آل الحريري إلى النتائج بدا واضحاً. فالساعة الأخيرة قبل إقفال صناديق الاقتراع ستشهد تصويت «قوة الاحتياط» في تيار المستقبل، أي أعضاء الماكينة الانتخابية الذين يقدّر عددهم بنحو 2500 صوت.
قبل إقفال صناديق الاقتراع بساعات، يتلقى أحمد الحريري اتصالاً من مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، طالباً منه عدم تنظيم احتفالات في حال فوز لائحة «التوافق»، لتجنيب المدينة أي صدام. يردّ الحريري قائلاً: اطمئن مولانا، فالاحتفال سيحصر داخل منزل أبو فادي.