خالد الغربي ذهب أسامة سعد إلى المعركة أمس من دون تردّد أو وجل. هو يعرف أنّ فرص الفوز في معركة يواجه فيها تحالفاً عريضاً تكاد تكون منعدمة. ومع ذلك، عندما كان يرتشف قهوته مع زوجته إيمان قبل أن ينطلق عند السابعة صباحاً في يوم حافل بالخلافات، كان يردّد: «فزنا وانتصرنا عندما قبلنا التحدي وفرضنا المعركة». في مركز معروف سعد الثقافي، حيث مركز الحملة الانتخابية للائحة التي يدعمها، أشرف سعد على انطلاق الصبايا والشباب إلى المراكز الانتخابية. يوصيهم بأن تبقى العيون «مفتوحة منيح، ولا تنسوا أنكم تواجهون قوى المال والفساد». في مركز المهنية، تقبّله ميرفت البابا. تقول له: «يبقى الوطن ما بقي الرجال، الله يحميك». في الممرات حيث يحتشد الناخبون، ينصح سعد «بالوقوف مع الضمير. وهذه العملية لا تكلّفكم إلّا ربع دقيقة وراء الستارة. هذا يوم للأحرار والشرفاء في وجه الفاسدين». يهمس مرافقه في أذنه بوجوب تغيير سيارته وركوب السيارة المصفّحة «في جو مش طبيعي». قالها المرافق لكن «أبو معروف» يجيبه بالآية القرآنية: «قل لن يصيبكم إلّا ما كتب الله لكم».
من مركز إلى مركز، مسلسل من الإشكالات التي تكاد لا تنتهي، كان أعنفها قبل الظهر في مركز مكسر العبد، حيث حوصر سعد مع عدد من أنصاره. لا يكترث سعد لهذا الأمر، بل يستحضر مشهد اغتيال السلطة اللبنانية لوالده الشهيد معروف سعد، عام 1975.
«يومنا طويل، وعليك الانتباه. ظفر أحدكم يساوي دولة الفساد بعهرها»، قالها أسامة سعد خلال تلقيه اتصالاً على الهاتف من أحد المراكز الانتخابية. بعد الظهر حوصر أسامة مجدداً في مركز انتخابي، هو مركز المدرسة الكويتية. أُقفلت الأبواب، وصادرت قوة من الجيش إحدى سياراته، قبل أن يتدخل ضباط من الاستخبارات مع قوة المغاوير لوقف تصعيد الموقف.
في نهاية المعركة، قال أسامة لمناصريه الذين احتشدوا: «أثبتت صيدا أنّ تحالف الفساد والمال لا يستطيع أن يأكلها لقمة سائغة».