عفيف دياب«الوفاق حكمة الزعماء» شعار رفع على مدخل حاصبيا الرئيسي. أما في قرى العرقوب، فقد رفعت شعارات مختلفة تشير إلى معارك انتخابية، مثل: «زي ما هيي لعيونك يا بهية... شبعا أزرق بالخط العريض»، أو «ستبقى كفرشوبا سهماً في عيون العدو الصهيوني».
لكنها شعارات، قد لا تكون دائماً قابلة للتطبيق. ففي «فاتيكان» الدروز، حاصبيا، سقطت «حكمة» الزعماء في إيصال الوفاق إلى خواتيمه السعيدة بعد إصرار لائحة «كرامة حاصبيا» غير المكتملة على التصدّي للائحة «حكمة الزعماء» التي لاقت صعوبات في تنظيم صفوفها أمس. فقد فعل «التشطيب» طوال فترة ما قبل الظهر فعلته، ما استدعى تدخل «الزعماء» للحدّ من عمليات تشطيب أعضاء لائحتهم بعضهم لبعض، ولمنع «تسلّل» مرشحين من لائحة المعترضين الذين أظهروا تماسكهم في تأدية مهمتهم كي «لا يصادر الزعماء منا القرار»، وفق قول أحد أعضاء اللائحة لـ«الأخبار»، مبدياً امتعاضه من فرض تركيبة بلدية لم تحاكِ تطلعات أهالي حاصبيا وفق رأيه، الذي خالفه رئيس اللائحة «الوفاقية» غسان خير الدين، مؤكداً أن لائحته «تلبي آمال أهالي حاصبيا كلّها».
مناورة اللائحة الاعتراضية المحدودة في حاصبيا، لمنع «الزعماء» من فرض لائحتهم بالقوة المعنوية، كانت محاكاتها أكثر احترافاً في شبعا، حيث نجحت العائلات في استدراج الأحزاب والتيارات السياسية إلى لعبتها. فلائحة «القرار الحرّ» التي اعتمدت اللون الأزرق شعاراً لحملتها الإعلامية، مع شعار «زي ما هيي والسما زرقا»، أحرجت تيار المستقبل الذي أعلن قبل أيام عدم دخوله طرفاً في معركة بلدية شبعا. وقد اتهم عضو هيئة أبناء العرقوب يحيى علي، التيار بالتدخل «مئة في المئة» في انتخابات شبعا لمصلحة لائحة «القرار الحرّ» ضد لائحة «قرار شبعا» التي تدعمها الهيئة. وقال المرشح زياد هاشم من اللائحة الثالثة «شبعا للجميع»، إن انتخابات بلدته «عائلية، وكلّ الأحزاب تتوزّع على اللوائح الثلاث، دعماً وترشحاً». وأكد رئيس اللائحة عمر الزهيري أن «تيار المستقبل، بحسب معلوماتي، لا يدعم أحداً في شبعا»، فيما قال النائب قاسم هاشم إن تيار المستقبل «يسعى لوسم إحدى اللوائح بنكهته السياسية».
هذا الكرّ والفرّ في شبعا، واستحضار نحو 500 مغترب من الخليج العربي لمصلحة إحدى اللوائح الثلاث، لم يمنعا أنصار قوى حزبية من مناخات يسارية وناصرية ومن حزب البعث من تأليف لائحة رابعة.
استدراج العائلات للأحزاب في شبعا إلى ملعبها، بدا واضحاً في الهبارية التي شهدت تنافساً حاداً بين 3 لوائح: «الهبارية أحلى» مدعومة من الحزب الشيوعي، و«الوفاق والتنمية» المدعومة من الجماعة الإسلامية وتيار المستقبل، و«القرار المستقل» المدعومة من هيئة ابناء العرقوب.
هذه الأحزاب التي انقسمت مع العائلات على اللوائح المتنافسة ونفذت «مناوراتها» الانتخابية وفق الهوى العائلي، سجلت سلوكاً مماثلاً في الفرديس أيضاً، حيث اختلف «التقدمي» مع «القومي السوري»، فكان التنافس الهادئ الذي سُجّل أيضاً في راشيا الفخار، حيث اللائحة المدعومة من النائب أسعد حردان في مواجهة لائحة مدعومة من التيار الوطني الحرّ والحزب الشيوعي. فيما شهدت بلدة كوكبا تنافساً هادئاً إلى أبعد الحدود بين «شباب كوكبا» و«كوكبا حزبنا». وسجّل تنافس هادئ أيضاً في معركة مخاتير كفرشوبا التي فازت بلديتها بالتزكية بعدما نجحت العائلات في إلزام الأحزاب بمطلبها الوفاقي «لأننا بأمسّ الحاجة إلى الوحدة من أجل أن تبقى كفرشوبا سهماً في عيون العدو الصهيوني»، كما قال مرشح فائز بمقعد بلدي بالتزكية.