كامل جابر لم ترضَ إيمان علي حيدر بهزيمة الترشّح إلى الانتخابات البلدية في بلدته زفتا (النبطية)، ورفضت الاتصالات والجهود التي بذلتها مرجعيات سياسية وحزبية وعائلية لثنيها عن الاستمرار في الترشخ، وخصوصاً بعدما تمكّنت هذه المحاولات من سحب جميع المرشحين، لتكريس لائحة تزكية مؤيّدة من حركة أمل وحزب الله.
أمس، نزل الأهالي إلى أرض الانتخابات، مدفوعين من طرفي التحالف الانتخابي، الحزب والحركة، من جهة، ومن عائلة إيمان حيدر، زوجة طلال شومان، وأصدقائها من جهة ثانية، إمّا لاختيار اسم حيدر لإضافتها إلى 11 اسماً من مكوّنات اللائحة، أو لتكريس هذه اللائحة، وخصوصاً أن الوجه الذي يقف بمواجهة المرشحة الأنثوية الوحيدة، هو عمّها حيدر نصوحي حيدر.
بعض المقترعين المؤيدين للائحة التوافق، واجهوا إيمان حيدر خلال إدلائها بصوتها، مردّدين أنها حرمت بلدتهم التزكية؛ والبعض سأل: «ماذا ستفعل سيدة في المجلس البلدي؟». أما حيدر، فقالت: «تجربتي اليوم تجربة جميلة جداً، وأتمنى لكل امرأة في لبنان أن تخوضها، ومعركتي التي خضتها بروح رياضية أظهرت لي آراء الناخبين فيّ، بين إيجابي وسلبي وهذه قواعد اللعبة الديموقراطية».
ورأت حيدر أنّ ما تقوم به يُعدّ تأسيس «لمرحلة جديدة حتى ينكسر عازل الخوف عند كل امرأة وفتاة في سبيل تحقيق غاياتها في مختلف المجالات». وقالت: «بلدتنا ما زالت محكومة ببعض العادات والتقاليد، لكنّ الناس في البلدة انقسموا بين مؤيّد ومعارض، وما فعلته أنا أراه بمنظور ستّ سنوات مقبلة، إذ سنجد الكثير من الإيجابيات من العنصر النسائي على مستوى تفعيل الدور. أنا هدفي تفعيل دور المرأة، ووضعت بالحسبان الربح والخسارة، فإذا نجحت سأعدّ نجاحي فوزاً لبلدتي، وإن لم أوفّق، فأكون قد خضت التجربة وكسرت عازل المقاطعة النسائية».
وأعلنت أنها لم تكن «ضد لائحة التنمية والوفاء المدعومة من حركة أمل وحزب الله، بل جلّ ما تمنّيته أن يمنح التوافق المرأة حقوقها في أن تمثَّل في المجلس البلدي، وخصوصاً بعدما باءت بالفشل كل المحاولات الساعية إلى إخراج قانون انتخاب عصري يتضمّن الكوتا النسائية وبنوداً إصلاحية أخرى من المجلس النيابي...».
وقد شهدت منطقة النبطية ترشيحات نسائية، استمر بعضها وتراجع البعض الآخر، وانسحبت ما لا يقل عن عشر مرشحات، منهن باختيارهن، وبعضهن تحت الضغط الذي مارسته عليهن قوى التحالف الانتخابي؛ ففي كفررمان ضمت لائحة «الوفاء والتنمية» سمر فرحات، القريبة من أجواء حركة أمل، وهي المرأة الوحيدة على لائحتين متنافستين أُلّفتا في البلدة. وفازت إلى مجالس التزكية كلّ من: أمل سلمان توبة (ميفدون)؛ سارة سمير حرب (زبدين)؛ أسمى علي شمعون (النبطية الفوقا)؛ فاطمة محمد علي دهيني (عربصاليم)، صفاء هاني (شوكين). وترشّحت إلى مجالس بلديات عدد من القرى كل من: شادية عبد الكريم رزق (سيناي)، نرجس محمد عمار (الدوير)، زينب عبد الله سعد (زوطر الشرقية)، ريم توفيق شرف الدين (كفرتبنيت)، رماتيا الشامي (كفرصير) ابتسام حسين إبراهيم (كفرصير)، ميرنا قميحة (كفرصير)، سناء محمد جعفر (حومين الفوقا)، ميرنا سمعان (الكفور) خديجة سميح حمزة (الكفور) فاتن خير الله سعيد (يحمر الشقيف)، إلهام جرجس الحلو (صربا). وإلى مركز مختار ترشحت فاطمة كامل بدر الدين في النبطية، متيل قاسم شعيب (الشرقية) غنوة ملحم نهرا (بفروة).