Strong>اجتماع طارئ لجامعة العربية يُعقد اليوم على مستوى المندوبين كان يوم أمس قمة الإجراءات العربية رداً على مذبحة أُسطول الحريّةدان الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء سعد الحريري، خلال اجتماعهما في دمشق أمس، «الجريمة النكراء» التي ارتكبتها إسرائيل بحق «أُسطول الحرية»، وطالبا «جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس الأمن والمجتمع الدولي بكل مكوّناته بالتحرك الفوري لاتخاذ خطوات عملية لوضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل، ولانتهاكاتها الصارخة لأبسط الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية، التي تهدّد بجرّ الشرق الأوسط إلى حرب لن تقتصر تأثيراتها على دول المنطقة».
وأضاف البيان السوري، في ختام الزيارة التي أرادها الضيف اللبناني لإطلاع الرئيس السوري على أجواء زيارته للولايات المتحدة، إنّ الأسد والحريري، اللذين عزّى كل منهما الرئيس التركي عبد الله غول بالضحايا الأتراك، وجّها «التحية إلى الذين هم على متن أسطول الحرية، والجهات التي تقف وراء إرسال هذا الأسطول لإغاثة أهالي غزة، وأعربا عن تعازيهما القلبية لأسر الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي، كما وجّها التحية إلى الحكومة التركية والشعب التركي الشقيق على هذا الموقف النبيل في مؤازرة الشعب الفلسطيني ضد العدوان والحصار».
بدوره، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس أنّ اجتماعاً طارئاً للجامعة سيعقد اليوم، للبحث في الخطوات التي ستُتّخذ بعد الهجوم الإسرائيلي الدامي على أُسطول الحرية الذي كان يحاول كسر الحصار على غزة.
اليمن يفرّق تظاهرة احتجاح وعمّان تغلق طريق السفارة الإسرائيلية
وقال موسى من الدوحة، حيث يشارك في منتدى اقتصادي، إنّ «الاجتماع سيُعقد الثلاثاء في القاهرة لتبنّي موقف عربي موحّد»، علماً أن هذا الاجتماع سيُعقد على مستوى المندوبين. ورأى أنّ الهجوم الإسرائيلي «يمثّل رسالة جديدة، رسالة قوية جداً من إسرائيل وهي أنّها لا تريد السلام».
ومن مؤتمر الدوحة أيضاً، دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني المجتمع الدولي إلى التحرك لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصف الهجوم بأنّه عمل «قرصنة».
وفي السياق، وصفت المملكة العربية السعودية «المجزرة» التي ارتكبتها إسرائيل بأنها «تحدٍّ سافر للعالم أجمع»، فيما استنكر الرئيس المصري حسني مبارك، في بيان له، «لجوء إسرائيل للاستخدام المفرط وغير المبرّر للقوة، وما أدّى إليه من سقوط ضحايا أبرياء».
وقالت قناة النيل للأخبار التلفزيونية المصرية إنّ القاهرة استدعت السفير الإسرائيلي لدى القاهرة إسحق ليفانون لإبلاغه احتجاجها.
ووصفت دول مجلس التعاون الخليجي العدوان الذي شنّته القوات الإسرائيلية على «أسطول الحرية لغزة»، بأنّه من «أعمال القرصنة البحرية وإرهاب دولة».
وكانت الإمارات قد وصفت الهجوم بأنّه «اعتداء إجرامي وغير إنساني».
واستدعى وزير الخارجية الكويتية بالإنابة روضان الروضان أمس سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وأبلغهم ضرورة قيام دولهم بالضغط على إسرائيل للحفاظ على سلامة وأرواح المواطنين الكويتيّين الموجودين على متن قافلة سفن الحرية والبالغ عددهم 16.
مبارك يستنكر استخدام إسرائيل المفرط للقوة
كذلك دعت فعاليات سياسية ودينية عراقية المجتمع الدولي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، وجميع القوى والمنظمات العالمية، إلى الرد المناسب على الاعتداء الإسرائيلي على قافلة المساعدات البحرية المتوجّهة إلى غزة.
وأعربت تونس عن إدانتها الشديدة للاعتداء، فيما دعا عدد من أحزاب المعارضة العرب إلى تحمّل مسؤوليتهم إزاء مثل هذا «العدوان الغاشم».
وأغلقت السلطات الأردنية الطرق المؤدية إلى السفارة الإسرائيلية في عمان لمنع وصول متظاهرين إليها، ودانت الاعتداء. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية نبيل الشريف إنّ «وزارة الخارجية استدعت القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان وسلّمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة، تؤكّد رفض الأردن وإدانته واستنكاره للجريمة التي اقترفتها قوات البحرية الإسرائيلية ضد القافلة».
كذلك دان اليمن الاعتداء، وفرّقت قوات الأمن اليمنية في محافظة شبوة، جنوب شرق البلاد، تظاهرة ندّدت بما قامت به البحرية الإسرائيلية من هجوم أصاب «أسطول الحرية لغزة».
إلى ذلك، تظاهر في مدينة بغداد، أمس، عدد كبير من المواطنين للتنديد بالاعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية. وندّد المتظاهرون، الذين تجمّعوا بالقرب من فندق بابل وسط بغداد، بالاحتلال الإسرائيلي، مطالبين بفك الحصار عن غزة. وحملوا لافتات تندّد بهذه العملية وتساند أهالي القطاع. كذلك حمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والأعلام العراقية، واتّشح أغلبهم بالسواد تعبيراً عن الحداد على الضحايا.
وجاءت هذه التظاهرة استجابة لدعوة زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، الذي دعا في كلمة قُرئت في التظاهرة إلى الحداد، مطالباًَ المنظمات الدولية، وخصوصاً العربية والإسلامية، بأن تتخطّى التنديد الإعلامي إلى المواقف العملية الشجاعة ضد الإجرام الإسرائيلي، وخاصة الدول التي فيها سفارات إسرائيلية. وأضاف: «لا بد للإرهاب الإسرائيلي أن ينتهي، وإنّ نهايته
لقريبة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)