حيفا ــ الأخبارعلى متن سفينة مرمرة، كان هناك أربعة قياديين من فلسطينيي الـ48: رئيس الحركة الإسلامية ـــــ الجناح الشمالي، الشيخ رائد صلاح، والنائبة عن التجمع الوطني الديموقراطي حنين زعبي، ورئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير الفلسطينية محمد زيدان، ورئيس الحركة الإسلامية ـــــ الجناح الجنوبي، الشيخ حمّاد أبو دعابس.
بعد الجريمة الإسرائيلية، انقطع الاتصال تماماً بأعضاء الوفد الفلسطيني، وتواردت أنباء عن إصابة الشيخ صلاح خلال عملية خطف السفينة، وأنه نُقل إلى مستشفى «شيبا ـــــ تل هشومير». عندها، دخلت عملية الاحتجاج مستوى جديداً لدى فلسطينيي الداخل، وهرع العشرات من أبناء عائلته ومن أعضاء الحركة الإسلامية والقيادة العربية للاطلاع على حالته. وصلوا إلى المستشفى وطالبوا إدارته بالإفصاح عن حالته، حتى إن المتحدث باسم الحركة الإسلامية زاهي نجيدات قال لـ«الأخبار» إنه «لا يستطيع تأكيد الحدث ولا نفيه». وبعد ساعات من الانتظار، تبين أن صلاح ليس من بين المصابين وأنه بخير.
في تلك الأثناء، كانت هناك تظاهرة صاخبة في أم الفحم، شارك فيها الآلاف رفعوا الأعلام الفلسطينية والتركية.
وفي ساعات المساء، جرى اتصال بين النائب جمال زحالقة وزميلته في «التجمع»، زعبي، التي نفت أن يكون أي من فلسطينيي الـ48 قد أُصيب، بمن فيهم صلاح.
وكانت زعبي قد تحدثت، أول من أمس، قبل مهاجمة السفينة، عندما بدأ الإسرائيليون استفزازاتهم بالقول: «نحن نعرف من هو المستفز الآن، ومن الذي بدأ بالاستفزاز. ما حدث هو عملية قرصنة. نحن بعيدون عن المياه الإقليمية 100 ميل، وفجأة تتصل البحرية الإسرائيلية بنا، وتحاصرنا».
وسبق للنائبة زعبي أن أشارت لـ«الأخبار»، عشية توجهها إلى تركيا للمشاركة في أسطول الحرية، إلى أنَّ الهدف هو «كسر الحصار عن غزة، ولفت نظر العالم إلى المعاناة التي يحياها الفلسطينيون في غزة». ولفتت إلى أنَّ «الأسطول، إضافة إلى المساهمة الإنسانية، ستكون له مساهمة إعلامية لرفع الحصار عن الشعب الأعزل».
ومساء أمس، وصلت السفينة المخطوفة «مرمرة الزرقاء» إلى ميناء أسدود، وعلى متنها مئات الناشطين الذين ظلوا داخلها. وقد نزلت القوات الإسرائيلية الخاصة عن متن السفينة، وأخذت مكانها قوات «مكافحة الإرهاب». وكشفت مصادر في الدولة العبرية أنه سيُنزل ركاب السفينة، كل عشرة معاً، ومن بعدها سيُقسَّمون على أكثر من عشرين خيمة (بحسب جنسياتهم). وبعد التحقيق معهم، سيُنقَلون إلى سجن بئر السبع، حيث سيُعتقلون أو يُعادون إلى دولهم.