strong>أقفلت صناديق الاقتراع ليل أمس بهدوء تامّ. فالانتخابات التي لم تكتسِ طابعاً سياسياً، لم تشهد تشنّجاً بين الأهالي. لكن، رغم ذلك، يمكن تسجيل بعض الملاحظات السياسية بشأن البلدات التي شهدت معارك، وذلك استناداً إلى النتائج غير الرسمية التي بدأت بالظهور بعد منتصف ليل أمس
نزعت المرحلة الأولى من الانتخابات البلديّة ورقة التوت عن الحياة السياسية اللبنانية. فرغم الشعارات الكبرى التي رفعت خلال الأعوام الخمسة الماضية، والتي ذهب ضحيّتها كثيرون، بدت الأحزاب السياسية، أمس، لزوم ما لا يلزم. مجرّد هياكل فارغة تنبض تحت أجنحتها بنى المجتمع التقليدية من عائلات وعشائر. والقوى التي كادت تطيح كلّ شيء من أجل تأكيد اختلافها عن غيرها، بدت أمس مستعدّة للتحالف الانتخابي مع ألدّ أعدائها، من أجل ضمان مقعد في المجلس البلدي، أو من أجل الحصول على مختار في إحدى القرى.
«الإنماء» كانت هي الكلمة السحرية التي في سبيلها ذابت الفوارق السياسية. ما عاد «الفاسد» فاسداً، ولا «الخائن» خائناً، ولا «الإصلاحي» إصلاحيّاً.
أمّا المعارك السياسيّة القليلة التي خيضت أمس، فلم تعدُ كونها «بروفات» لمعارك أخرى (جبيل نموذجاً) أو للدفاع عن حصن أخير لزعامة ما (دير القمر مثلاً). وفي أجواء كهذه، يصبح السياسي التقليدي هو الرابح الأكبر، فيما تلملم الأحزاب فتات الموائد. هكذا، بعد صدور النتائج الأوّلية، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:
ـــــ أعاد ميشال المر الاعتبار إلى زعامته المتنية بعد الانتكاسة التي مني بها في الانتخابات النيابية الأخيرة. فقد ظهر راعياً للتوافق في منطقته. أمّا في المراكز التي لم تؤلَّف فيها لوائح توافقية، فقد تمكّن من انتزاع الفوز فيها، ولا سيّما في عمارة شلهوب ـــــ الزلقا، وفي النقاش ـــــ أنطلياس، وكذلك في سنّ الفيل حيث تحالف مع حزب الكتائب.
ـــــ أثبت حزب الكتائب حضوره القويّ في عدد من البلدات، ولعلّ النتائج التي حقّقها في الحازمية وكفرشيما أبرزت قدرته على الوقوف في بعض المناطق في وجه القوّات والتيار الوطني الحر مجتمعين.
ـــــ لعلّ التيار الوطني الحر أقلّ القوى تحسّباً للانتخابات البلدية. لكنّه تمكّن، من خلال التحالفات البراغماتية التي نسجها، من تجنّب خسارة كبرى. فقد خاض الانتخابات إلى جانب المر في بعض البلدات، وضدّ المر في بلدات أخرى. حالف القوّات والكتائب، كما خاض معارك ضدّهما. وفيما كانت تلك التحالفات مربحة له في المحصلة، فإنّها أفقدته خطابه الفعّال في بعض المناطق. ويمكن القول إنّ الفوز بالحدت كان الإنجاز العوني الأهمّ، والخسارة في جبيل (كما كان متوقّعاً حتّى ساعة متأخّرة من ليل أمس) في وجه اللائحة المدعومة من رئيس الجمهورية كانت هي الأقسى.
ـــــ القوّات التي لم تحقّق في الانتخابات النيابية الأخيرة أي نتائج تُذكر في جبل لبنان، تمكّنت عبر هذه الانتخابات من فرض نفسها لاعباً لا يمكن تجاهله، وخصوصاً في المتن وكسروان.
ـــــ استطاع حزب الوطنيين الأحرار الاحتفاظ ببلدية دير القمر في وجه الهجوم العوني، إذ فاز بـ13 مقعداً مقابل 5 للتحالف المقابل (وفقاً للنتائج الأوّلية).
وهنا أبرز النتائج التي تجمّعت لدى ماكينة التيار الوطني الحر حتى ساعة متأخّرة من ليل أمس. وهي، وإن كان لا يمكن اعتبارها نتائج نهائية، إلا أنّها تعبّر عن المحصّلة العامّة.
في بعبدا: فاز التيار الوطني الحر في الحدت، العبادية، القصيبة، بطشيه، بمريم، تحويطة الغدير، وادي شحرور، فيما خسر في كل من فرن الشباك، الحازمية، الشبانية، العربانية، ترشيش، جوار الجوز، صليما، عاريا، قرنايل، كفرشيما. وقد فازت اللوائح التوافقية في بسابا، حارة حريك، دير الحرف، وسيطر المستقلون على بلديتي حارة الستّ وحاصبي.
في عاليه: فاز التيار في كل من الكحالة، بحمدون، دقون، شرتون. وخسر في كفرعميه، عين داره، محطة بحمدون، سوق الغرب وبمكين.
وقد حلّ التوافق في بلديات حومال وبطلون وإغميد. وسيطر المستقلون على مجموعة من البلديات هي بليبل، رويسة النعمان، شملان، عين الجديدة، عين كسور.
في الشوف: حلّ التوافق في سرجبال، عين زحلتا، مجد المعوش، معاصر بيت الدين، فيما فاز التيار في البيرة، وخسر في الفوارة وجدرا ووادي الزينة وعميق.
وفي بلدة برجا، فازت اللائحة المدعومة من تيار المستقبل على الائحة المدعومة من الجماعة الإسلامية.
وفي دير القمر، فازت لائحة أنطوان البستاني المدعومة من النائبين جورج عدوان ودوري شمعون بـ13 عضواً مقابل 5 أعضاء من اللائحة المدعومة من التيار «الوطني الحر» والحزب «الاشتراكي» التي يترأسها فادي حنين.
وفي المتن الشمالي، فاز التيار في روميه، كفرعقاب، مرجبا، نابيه. وخسر في مزرعة يشوع، وحلّ التوافق في عطشانة.
في كسروان، فازت لائحة «الإنماء التوافقي» في جونية، وهي التي يرأسها أنطوان افرام ويدعمها توافق سياسي شامل. كذلك فاز التيار في درعون، زعيتره، شحتول وجورة مهاد، غباله، غزير، وطى الجوز، يحشوش. وخسر في البوار، الغينة، الكفور، حياطه، عينطورة وفتقا. أما المستقلون، ففازوا في بلدية شننعير.
في جبيل، فاز التيار في بلديات جاج، إده، البربارة، الفيدار، عنايا وكفربعال، لحفد. وخسر في كل من بجه، حالات، حصرايل، ميفوق، إضافة إلى مدينة جبيل نفسها التي فازت بمجلسها البلدي لائحة زياد حواط على حساب اللائحة المدعومة من العونيين. وفاز المستقلون في بلدة الغابات.
في المتن، فازت في بلديتي عمارة شلهوب ـــــ الزلقا والنقاش ـــــ أنطلياس اللائحتان المدعومتان من النائب ميشال المر، وفازت في سن الفيل اللائحة المدعومة من الكتائب والمر.
وأشارت الماكينة الانتخابية لحزب الكتائب إلى أنّ الحزب فاز بعشر رئاسات بلدية في المتن، وأنّ من المرجح أن يرتفع هذا الرقم إلى 12 بعد انتهاء فرز صناديق بلدتي بسكنتا والخنشارة. وأشارت الماكينة الكتائبية أيضاً إلى فوز الكتائبيين بـ75 من المقاعد الاختيارية في مجمل جبل لبنان، وجميعهم ملتزمون بالحزب. وأشارت مصادر كتائبية إلى ارتياح بكفيا والصيفي لنتائج البلديات، مؤكدة «النقلة النوعية» التي قام بها الحزب على مستوى العمل البلدي. وأشارت الماكينة إلى فوز الكتائب وحلفائه في كل من بيت شباب، سن الفيل، أنطلياس، ضبية، المنصورية، المروج، عينطورة، الزلقا والدكوانة.
(الأخبار)