بسام القنطاريجلس رئيس بلدية عرمون فضيل الجوهري قرب مقر «بلديته»، مطمئناً إلى مسار معركة تجديد زعامته للمرة الثانية. يمثّل الرجل نموذجاً للزعامة الدرزية القروية التي لا تحتاج إلى إثبات وجودها من خلال إحدى الزعامتين اليزبكية أو الجنبلاطية. شعبية «الشيخ فضيل» لا ترتبط بديناميّته فقط، بل في كونه رئيساً على بلدة يكثر فيها دافعو الضرائب من صنف «مقيمين غير ناخبين»، غالبيتهم الساحقة من بيروت.
ليس بعيداً عن عرمون، شهدت بشامون التي يقطن فيها الكثير من دافعي الضرائب البيارتة أيضاً، معركة طائفية بين دروز مقيمين في البلدة، ومسيحيين لا يزورونها إلّا في الأعياد. هناك أعاد رئيس البلدية حاتم عيد تجديد زعامته للمرة الثانية، على المجلس البلدي الذي يضم 12 عضواً. كان يمكن بشامون أن تتجنّب المعركة، لكن ترشح 3 مسيحيين مقابل 10 دروز، جعل المعركة تنافسية على مقعد واحد، يرجّح أن يفوز به درزي، مع احتمال انسحاب العضوين المسيحيين، اعتراضاً على عدم منحهما نيابة الرئاسة.
المشهد نفسه يتكرّر في بلدة عين كسور، لكن بالمقلوب. البلدية التي تضم 9 مقاعد، لم تنجح في تكريس التوافق بين أبناء البلدة. ورغم أن المسيحيين غير مقيمين في البلدة، فإنهم نجحوا، نتيجة تفوّقهم العددي، في كسب البلدية بالتزكية، بسبب انسحاب جميع المرشحين الدروز، في خطوة تهدف إلى فرض أمر واقع، يعيد خلط الأوراق، ويرجّح أن يؤدي إلى استقالات أخرى.
ومن عين كسور، إلى جارتها عبيه ـــــ عين درافيل، لم يستخدم البيت الجاهز الذي وضعته وزارة الداخلية عند تخوم البلدة، كمركز اقتراع لأبناء البلدة المسيحيين. ورغم دعوة الوزارة الهيئات الناخبة إلى انتخاب أعضاء الهيئة الاختيارية واستثناء المجلس البلدي بسبب عدم عودة المهجرين، تبين أنّ المرشحين المسيحيين والدروز انسحبوا جميعهم من المعركة قبل موعد إقفال باب الانسحاب، لتكون عبيه في قضاء عاليه وقرينتها بريح في قضاء الشوف، شاهدتين على استمرار إحدى نتائج الحرب.
معركة حامية الوطيس في كفرمتى، التي تشهد أوّل انتخابات بلدية منذ 34 عاماً، بعدما تحقّقت فيها المصالحة عام 2007. لائحتان مكتملتان، الأولى مدعومة من الأحزاب الديموقراطي والقومي والشيوعي، والثانية من الاشتراكي. في المقابل تختلط أوراق الكوتا المسيحية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وقد مثّلت بلدة مجدليا علامة فارقة في التنافس الحاد بين الديموقراطي والشيوعي من جهة، والاشتراكي من جهة أخرى، الذي يختلط مع التنافس العائلي أيضاً.

المنطقة حكمهما التوافق بين الديموقراطي والاشتراكي

مدينتا عالية والشويفات حكمهما التوافق السياسي بين الديموقراطي والاشتراكي، فالرئاسة في الأولى محسومة لوجدي مراد، المحسوب على جنبلاط، فيما حُسمت الرئاسة في الشويفات لملحم السوقي المحسوب على أرسلان. لكن التنافس بقي على المقاعد البلدية، وخصوصاً في الشويفات، حيث نجح «منتدى إنسان» في تأليف لائحة غير مكتملة، إضافةً إلى مرشحي العائلات.
في عيناب نجح رئيس البلدية فؤاد الشعار، في تجديد ولايته للمرة الثالثة، في مقابل لائحة غير مكتملة مدعومة من القومي. أما في عيتات، فالمعركة غير متكافئة أيضاً بين لائحة مكتملة وأخرى تضم 4 أعضاء، لكنّ البارز أنّ آل أبي صعب لم يحسموا مرشحهم لرئاسة البلدية، ما جعل التشطيب في اللائحة المكتملة سيد الموقف. وفي بلدات البنية وبعورته والبساتين معارك راوحت بين البلدية والمخترة طغى عليها الطابع العائلي.
بلديات عديدة فازت بالتزكية هي: حومال، بليبل، شملان، بيصور، بطلون، عين السيدة، عين الرمانة، عين عنوب، دير قوبل. أمّا القماطية، فإن التمثيل العائلي لم يسعف التوافق بين حركة أمل وحزب الله فيها، ما أدى إلى تنافس محدود على مقعدين، فيما حسمت الرئاسة لغسان جعفر المحسوب على أمل، في مقابل حصول حزب الله على رئاسة بلدية كيفون، التي فازت لائحتها التوافقية بالتزكية.