بينما كانت بيت الدين تستعيد برلين العشرينيات، وأطياف جمهورية «فايمار»، مع المغنّي الألماني ماكس رابيه، كان كايتانو فيلوسو، أسطورة الموسيقى البرازيلية، يقف على المسرح في بيبلوس، أمام مدرجٍ لم يمتلئ تماماً، ليغني ضد «غوانتنامو»، حاملاً معه عبق برازيل الستينيات بنضالاتها وثورتها الموسيقية التي كان أحد أبرز رموزها. بشعره الأبيض، وصوته العذب، المخملي، وجسد المراهق الذي نسي أن يكبر، قدّم ابن السابعة والستين باقة من أجمل أغنياته القديمة والجديدة الهادئة تارةً، والصاخبة تارة أخرى. غنّى الفنان الملتزم، الطالع من عباءة الـ«بوسانوفا» إلى موسيقى العالم، مروراً بالروك والبوب والجاز، من دون أن ننسى الإيقاعات البرازيلية والنغمات اللاتينية، غنّى ضد «غوانتنامو» واستعاد أغنيته الأثيرة «ماريا بيتانيا» التي كتبها لأخته عام 1971 من منفاه اللندني حيث كان هارباً من دكتاتورية بلاده. وأدّى فيلوسو أيضاً أغنيتين تذكّران بعوالم السينمائي الإسباني بدرو ألمودوفار هما: «فولفير» و«بالوما»، ورافقه على المسرح ثلاثي شاب يتألف من عازف الغيتار بدرو را، والإيقاع مارسيللو كالادو، والبيز ريكاردو دياس غوميز. دليل آخر على أن كايتانو فيلوسو ما زال قادراً على الإبداع والتجديد.(الأخبار)